السؤال
في المسجد الذي أصلي فئة يقومون بقراءة القرآن الكريم كل يوم في صلاة الفجر فقط، بالترتيب حتى يختموه، وكان أبي -رحمه الله- يقوم دائما بعمل أرز باللبن، ويقوم بتوزيعه على المصلين بعد الختم، وأنا أقوم بهذا الآن. فهل هذا من أوجه البر بالوالد؟ وهل هذا العمل جائز أم أنه بدعة؟ حيث إن بعض الناس يقولون إنه بدعة.
وجزاكم الله خيرا، وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 47704. أن الاجتماع على تلاوة القرآن من أعمال البر والخير، وأن ذلك الاجتماع لا يُعْتَبَرُ ختما للقرآن؛ لأن ختم القران إما بأن يقرأ الشخص القرآن كله، أويسمعه كله، أو يقرأ بعضه، ويسمع بعضه.
كما بينا في الفتوى رقم: 27933 أن قراءة القرآن جماعة لها أربع صور جائزة؛ إلا واحدة فإنه ينبغي اجتنابها.
ولا نرى حرجا في إطعام المجتمعين على القراءة عند ختم المصحف ما لم يعتقد بأن ذلك له فضل خاص، مع الأخذ في الاعتبار بأن التزام عمل وليمة عند كل ختم يوهم بأن ذلك له خصوصية، أو أنه من السنة، والأمر ليس كذلك، فينبغي تركه أحيانا، وإلا فإن إطعام الطعام مما رغب فيه الشرع؛ ففي الحديث يَا أَيُّهَا النَّاسُ! أَفْشُوا السَّلَام, وَصِلُوا الْأَرْحَامَ, وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ, وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ, تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
والله تعالى أعلم.