السؤال
أنا فتاة أدرس بالمرحلة الجامعية، منذ سنوات كان خالي يحتاج إلى المال، فأقرضه أبي المال للزواج، ثم لأطفاله، ثم لأغراض أخرى؛ لأنه بعد فترة طرد من عمله، واضطر إلى اقتراض المزيد من المال، وكان يستدين من أبي، وأبي لا يمانع مطلقا، ولا يطالبه بالمال إلا عندما يستطيع سداده، حتى وصل الدين إلى مبلغ كبير، وبفضل الله ساعد أبي خالي على الحصول على عمل جيد، ثم طالبه بالبدء بالسداد، وقد قام بسداد بعض الدين، ولكنه توقف ولا يريد دفع المزيد؛ لأن أبي كان قد أقرضه المبلغ بعملة قلت قيمتها كثيرا الآن، وهو يرى أن أبي قد أخذ حقه، ولا يجوز إضافة أي مال على المبلغ القديم، والذي هو الفرق في هذه العملة في كل عام مضى منذ أقرضه أبي حتى الآن (لأن أبي يعلم النسبة التي تقل بها العملة كل عام، فيزيد هذا المبلغ على الدين حتى لا يخسر في ماله)، وجدتي ترى أن خالي على حق برغم أن أبي تنازل عن بعض الدين، فعندما طلبنا بأن نذهب إلى دار الإفتاء لنصل إلى حل يرضي الله، رفضت الذهاب إلى أي مكان، وأصرت أن خالي لن يدفع شيئا، فهم يرون أن أبي موسر، و مع ذلك يطالبه بالمال، ويشعرون بالظلم، وقد طردت جدتي أمي من منزلها عند زيارتها لها في آخر مرة، ومضت سنة وأمي لا تزور أو تتحدث إلى جدتي، ولا خالي، ولا خالتي، وأسرهم أيضا؛ لأنهم جميعا يروننا ظالمين، ولا يزورنا أحد منهم، أو يسأل عن حالنا، وعندما أطلب من أمي زيارتهم وحدي ترفض ذلك؛ لأن ذهابي إليهم هو كذهابها هي بالضبط، وهي أيضا تشعر بالظلم الشديد منهم؛ لأنهم يعاملونها معاملة سيئة جدا برغم مساعدتها لهم في كل وقت كانوا يحتاجون فيه إليها. علما بأن علاقتي بالجميع طيبة، ولا يكرهني أحد بفضل الله على عكس أمي، فهم يكرهونها لأجل تلك المشكلة، طلبت من أمي التنازل عن جميع الدين، ولكنها قالت إنهم لا يستحقون ذلك، وسيظنون أنهم كانوا على حق؛ برغم أننا مظلومون منهم، وأننا ساعدناهم كثيرا في الماضي، ولكنهم يعاملوننا بقسوة وإهانة شديدة، وقالت إن كرامتها تمنعها تماما من ذلك، أعلم أنه لا يدخل الجنة قاطع رحم، وأنا حقا لا أريد غيرها. فما هو كل ما يجب علي فعله الآن حتى يرضى الله عني؟