السؤال
والدي رجل في الستين، صحته جيدة جدًّا جدًّا، ولا يعاني من أية أمراض، وهو ميسور الحال، يقوم بأفعال مشينة، وإيذاء كل من حوله، خاصة زوجته وأولاده، فهو يسبّ زوجته وأولاده بأبشع السباب، والألفاظ، ويرمي زوجته بالزنى، ويسمي أشخاصًا بعينهم، ويعلم الله أن والدتي من الصالحات، ويصف أبناءه بأسوأ الصفات، ويدعو عليهم ليل نهار، ويحب الجنس، ويسيطر على تفكيره بطريقة كبيرة، ويحب المال حبًّا أكثر من أي شيء في الدنيا، ولا يتحدث إلا بالكذب، ويحلف على كتاب الله على كل كذبه، ولا يمكن ائتمانه على شيء، وإذا عاهدته على اتفاق، نقضه وهو جالس معك، ويظهر خلاف ما يكنّ، ويتقيه الجيران من فحش لسنه، فماذا يفعل أبناؤه وزوجته معه؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرت عن والدك جملة من المنكرات، بعضها أشدّ من بعض، فإن كان على هذا الحال، فهو رجل سوء -نسأل الله العافية، والسلامة-.
ومن أخطر ما ذكرت عنه رميه زوجته بالزنى، وخوضه في عرضها بغير وجه حق، وهذا يعني إتيانه كبيرة من كبائر الذنوب، وهو القذف، فهو ذنب عظيم، ومن أسباب اللعن، ورتب الشرع عليه عقابًا دنيويًّا، وعقابًا أخرويًّا، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 29732.
وأما سؤالك عما تفعله زوجته وأولاده، فجوابه أنه ينبغي أولًا الصبر عليه، والدعاء له بالهداية، والتوبة، فهذا من أفضل برّ أولاده به.
ثانيًا: بذل النصح له بالحكمة، والموعظة الحسنة، وتذكيره بالله تعالى، وبأليم عقابه، إن لقي ربه على هذا الحال، وأن ذلك ربما كان سببًا لسوء الخاتمة.
هذا مع العلم أن الإنكار على الوالد ليس كالإنكار على غيره، كما نبهنا على ذلك في الفتوى رقم: 134356.
والأولى الاستعانة في نصحه بمن يرجى أن يكون قوله مقبولًا عنده، من عقلاء الناس وفضلائهم.
ثالثًا: أن يكون الأولاد على حذر من الوقوع في العقوق، والإساءة له, وانظر الفتوى رقم: 370030، ورقم: 73463.
والله أعلم.