السؤال
أطلق أجدادنا على بعض الأيام والليالي في تواريخ وأيام محددة من العام أسماء معينة، مثال على ذلك: "أيام 12 / 13 / 14 من شهر فبراير، يطلق عليها قرة العنز؛ وسميت بذلك لسقوط الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة فيها؛ حيث يشعر فيها الماعز بالبرد الشديد"، فهل يدخل ذلك في ادعاء علم الغيب، أم إنه مبني على معرفة سنن الله الكونية بالخبرة، والتجربة، كظاهرة تغيير فصول السنة؟ وما حكم التسمية بها في وقتنا الحاضر، وكتابتها في البحوث، ودراسة المأثور الشعبي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا علاقة لتلك التسميات بادعاء علم الغيب، وإدراك الناس لحصول البرد في ذلك الموسم، ليس من ادعاء علم الغيب، بل هو من إدراك ما جرت به سنة الله تعالى في هذه البسيطة.
فالناس يدركون أن موسم الأمطار، وشدة البرد، يبدأ في الثاني والعشرين من ديسمبر، وينتهي في الحادي والعشرين من مارس، وسموا ذلك الزمن شتاءً. ويدركون أن شدة الحر، وقلة الأمطار تمتد من أواخر شهر يونية، إلى أواخر سبتمبر، وسموا ذلك الفصل صيفًا، وليس في هذا ادعاءٌ للغيب بالطبع، وهكذا بقية فصول السنة.
وهذه الأشهر العربية سُمِّيَت ابتداء بأسمائها المعروفة لدينا الآن، بما كان يقع فيها من الحر، وغيره من الأحداث، فرمضان سُمِّيَ بهذا الاسم من شدة الرمضاء، وهو الحر، يقال: رمضت الفصال إذا عطشت، وقد بينا أصول هذه التسميات للأشهر، وكذا أيام الأسبوع في الفتوى: 31175.
فليس في تسمية ذلك الموسم بما اصطُلِح عليه عندكم ادعاء للغيب، ولا حرج في التسمية بها؛ لأنها من باب تسمية الوقت بما جرت سنة الله تعالى بالحدوث فيه.
والله تعالى أعلم.