الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يلزم التائب من الزنا أن يبني مسجدا

السؤال

بعد السلام .. كنت على علاقة مع شاب، وارتكبنا الفاحشة سوياً، ولكننا ندمنا أشد الندم، وخفنا أشد الخوف من عذاب الله..ولكن بحمد الله وستره تم زواجنا.. ولكننا نريد أن نعلم هل علينا بناء مسجد أنا وهو؟ لأننا كما سمعنا أن من زنا ببكر، فكأنه هدم بيتا من بيوت الله، وهل يغفر الله لنا سوءات ما فعلنا وارتكبنا من فاحشة؟ أريحونا أراحكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن ارتكاب فاحشة الزنا من أعظم الكبائر وأشنعها، ولهذا حرم المولى سبحانه كل الطرق المؤدية إليه، كالنظر والمخالطة. قال سبحانه: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [النور: من الآية30]. وعلى هذا، فالواجب عليكما المبادرة إلى التوبة من هذا الذنب الخطير، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً [التحريم: 8]. والتوبة النصوح هي الإقلاع عن الذنب في الحال، والندم على ما فات، وعقد العزم على عدم العودة إليه ثانية. فإن حققتما التوبة على هذا النحو، فاعلما أن الله تعالى بمنه وكرمه وعد التائبين بالعفو والمغفرة فقال جل ذكره: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]. ثم إننا ندعوكما إلى الإكثار من الأعمال الصالحة، كنوافل الصلاة والصوم، والصدقة وغيرها، لعل الله تعالى يكفر بها عنكما تلك الخطيئة. قال سبحانه: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ [هود: 114]. وفي الحديث: وأتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه حمد والترمذي . وهذا الذي ذكرناه، هو السبيل إلى غفران ذنبكما. أما بخصوص ما ذكرته السائلة من وجوب بناء المسجد تكفيرا عن هذه الفاحشة، فليس بصحيح، اللهم إلا أن يكون القصد منه هو ما ذكرنا من عموم الإكثار من أعمال الخير على سبيل الترغيب. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني