الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نفقات تجهيز الميت مقدمة على حق الورثة، وقطيعة الرحم ليست من موانع الإرث

السؤال

توفي أبي، وتركني أنا وأختي، والورثة نحن، وابني الأخ الشقيق، وأخذنا نصيبنا من البنوك، وتوجد أموال لوالدي في البيت، كان قد تركها للطوارئ، فهل هذه الأموال تدخل في التركة؟ مع العلم أن ابني الأخ الشقيق لم يصلا الرحم طول حياة والدي، وهل مصاريف الجنازة -من غُسل، ونقل، ودفن- تدخل في التركة؟ وماذا عن مصاريف الخروج من المستشفى بعد الوفاة، ومصاريف استخراج شهادات الوفاة؟ وهل توجد أموال أخرى تدخل في الميراث ليست في الحسبان؟ ونصيب والدي من الذهب الذي ورثه من والدتي المتوفاة، هل يدخل في الميراث؟ شكرًا مقدمًا على الرد.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فالمال الذي تركه والدكم في المنزل، يعد من جملة التركة، ويقسم بين الورثة القسمة الشرعية، وكذا كل ما خلفه الميت من الأموال، بما في ذلك الذهب الذي ورثه عن زوجته، فكل ما كان يملكه الميت في حياته، يدخل في الميراث، ويقسم بين الورثة بعد موته.

ولا يجوز أن يمنع أحد من الورثة من أخذ نصيبه منه؛ بحجة أنه كان قاطعًا للرحم، وأنه لم يصل الميت في حياته؛ لأن قطيعة الرحم ليست من موانع الإرث، كما أن ابني الأخ الوارثان، يرثان عمهما بسبب النسب، لا بسبب الصلة، وقطيعة الرحم إثمها عليهما، ولكن لا علاقة لهذا بالميراث.

ونفقات الخروج من المستشفى، والدفن، وتغسيل الميت، وحفر القبر، وحمله، كل هذه النفقات تخصم من التركة قبل قسمتها بين الورثة؛ لأن هذه الحقوق مقدمة على حق الورثة في المال، فتخصم هذه النفقات من التركة، وتصرف في تلك المصاريف، ثم يقسم الباقي بين الورثة القسمة الشرعية، وانظري للأهمية الفتوى رقم: 21998 عن الحقوق المتعلقة بالتركة، وأيها يقدم قبل الآخر.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني