السؤال
سؤالي بخصوص الأحلام المتكررة. هل من الممكن أن تكون إشارات من الله؟ أم أنه لا يجب الاعتداد بها؟
أربعة أشخاص (اثنان منهم أحسبهم من الصالحين) قد حلموا لي بنفس الموضوع، وهو الارتباط بشخص ما، أتمناه. مع العلم أن هذا الشخص في غاية الالتزام، ولكن يظهر عليه بدون قصد منه أنه معجب بي. لم يسبق لنا الكلام مطلقا؛ لأن كلانا يعلم الأحكام الشرعية والحدود.
هل من الممكن أن تكون هذه الأحلام إشارات من الله أن أنتظر بعض الوقت مثلا إلى أن يستطيع التقدم لخطبتي؟ خاصةً أني أعلم بعض الظروف التي يمر بها، وأنه يصعب عليه أخذ خطوة الارتباط على الأقل خلال الشهور القادمة، ولا مشكلة لديَّ من الانتظار.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذه الرؤى المنامية لا يبعد أن تكون مؤشرا على أن هذا الشاب سيكون زوجا لك، ويمكن أن لا يكون الأمر كذلك. وانظري الفتوى: 196681.
وعلى كل؛ فإن كان هذا الشاب -كما ذكرت- على استقامة، ولك الرغبة في أن يكون زوجا لك، فلا حرج عليك شرعا في أن تبدي له هذه الرغبة، وتعرضي الأمر عليه مباشرة، أو عن طريق من تثقين بها من قريباته. وراجعي الفتوى: 18430.
فإن أبدى رغبته في ذلك، فليتقدم لخطبتك من وليك، وننصح بالمبادرة لإكمال الزواج، وتيسير أمره، وإزالة كل عقبة في سبيل إتمامه؛ فهذا من أسباب بركته.
روى أحمد عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من يمن المرأة تيسير خطبتها، وتيسير صداقها، وتيسير رحمها.
وإن لم يتيسر زواجه منك، فعسى الله سبحانه أن يرزقك من هو خير منه، فإنك لا تدرين أين الخير، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
ولا تتركي الزواج من غيره لمجرد تلك الرؤيا؛ فكما أسلفنا فإنها قد لا تكون فيها دلالة على أنه سيكون زوجا لك، كما أن الرؤى في المنام لا تبنى عليها الأحكام.
والله أعلم.