السؤال
لدي خاتم فضة، هدية من صديق لي في البلد، وهو يعتقد بالشيوخ والأولياء الصالحين، وكنت أعاني من مس جني عاشق، فأتاني صوت، بعد عدة جلسات في الرقية، وقال الصوت: البس الخاتم في اليد اليمنى، لأن اليسرى أصبحت محصنة، وإذا زال أثر الخاتم في اليسرى أرجعيه فيها، وفي الجلسة التالية قال الجان بلساني: إن الجني الموكل به تم حجزه من قبل رجل لا ندري من هو، بسبب الخاتم، ويقول أهلي: إن الرجل هو الولي الصالح في بلدنا، مع العلم أنه متوفى منذ ما يقارب الــ 400 عام تقريبًا. دلوني، ما هذا؟ وماذا أفعل؟ جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الذي تذكره، من زعم أهلك، تأثير الولي، واعتقاد صاحبك في الأولياء، ونحو ذلك، كلها خرافات وخزعبلات لا حقيقة لها، والذي يملك النفع والضر هو الله تعالى وحده لا شريك له، فلا يجوز لك لبس هذا الخاتم على نية التحصن من الجن، فإن هذا من التمائم المحرمة، ولا يجوز لك اعتقاد أن هذا الخاتم ينفع لبسه أو يضر، بل عليك أن تستعين بالله تعالى وحده، وتتوكل عليه وحده، وتفوض أمورك كلها إليه وحده، عالمًا أنه لا ينفع ويضر إلا هو سبحانه، وارق نفسك بالرقى النافعة من الكتاب والسنة، وأما إن كنت لبست الخاتم بنية طرد الجن، فتب إلى الله من ذلك، وكف عنه، حياطة لدينك، وحرصًا على عقيدتك، وراجع للأهمية الفتوى: 167509، والفتوى: 399028.
وأما اعتقاد أهلك في هذا الشيخ المتوفى، فضلال بيِّن، عليك أن تنهاهم عنه، وتبين لهم أن النفع والضر إنما هو بيد الله وحده، وراجع للفائدة الفتاوى: 4445، 25852، 32634.
وأما ما سمعته من الصوت الذي تردد في أذنك، فربما كان وهماً منك، وربما كان من الجن، بقصد إضلالك وغوايتك، والمقصود أن عليك أن تتداوى بالطريق الشرعي، وتبتعد عن كل الطرق الممنوعة للتداوي، فإن الله لم يجعل شفاءنا فيما حرم علينا.
والله أعلم.