الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأمة الإسلامية ذات منهج تربوي متميز

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
أنا طالب في علوم تربية الأطفال، كيف كان تعامل الرسول صلي الله عليه وسلم مع الأطفال، وما المنهج التربوي النبوي؟ أرشدوني بالتفصيل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا كانت الحضارة الإنسانية قد ازدهرت وعرفت ألوانا متعددة من التربية، فإن الأمة الإسلامية قد انفردت عن غيرها من الأمم بنظام تربوي متميز، قادر على تكوين أجيال مسلمة متوازنة قادرة على تحمل المسؤولية الكاملة في تحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة. ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم هو المربي الأول الذي أسس هذا المنهج، فرسم مناهج للطفولة لم يسبق إليها، ولم تكن تربيته قاصرة على من يعيش في كنفه أو تحت سقف بيته، بل كان منهجاً تربوياً ينتهجه لأمته عامة ويرسخه لكل الأجيال. ويبدأ المنهج التربوي النبوي بما قبل تكوين الأسرة، فيوصي باختيار الزوجة الصالحة ذات الدين، كما يوصيها هي بقبول الزوج ذي الدين والخلق، لينشأ الطفل على الفضائل. ثم قبل مباشرة الزوج لزوجته يردد ما أرشده إليه قائد التربية -صلى الله عليه وسلم- يقول: اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا. متفق عليه. ثم في مرحلة الحمل يوصي الإسلام بالعناية بالحامل عناية كاملة، فيأمرها بالأخذ بالأسباب العلاجية والوقائية والنفسية والروحية، لدرجة أنه يعفيها من الصيام أثناء الحمل إذا خافت على نفسها أو جنينها من الضرر، ويحثها على قراءة القرآن والدعاء المستمر، وقد أثبتت التجربة العلمية والعملية أن المرأة المطمئنة المتزنة نفسياً يتصف وليدها بطبيعة هادئه ومتزنة. ثم بعد الولادة سن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن يبدأ للطفل بالأذان في أذنه اليمنى، ليبدأ بغرس العقيدة الصحيحة في أول وجوده، ثم يكرم يوم سابع الولادة بالتسمية وبالعقيقة التي يأكل منها الفقير والقريب، ويزداد بها الفرح والمودة بين المجتمع. وهكذا تتدرج التربية للطفل والعناية به من خلال توجيهاته -صلى الله عليه وسلم- حسب كل مرحلة من مراحل نموه، نفسياً وجسدياً، بدءا بالعقيدة السليمة، ومروراً بالتربية الاجتماعية والخلقية والعاطفية. وخلاصة كل ذلك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نموذجاً فريداً للأبوة الكريمة، يفرح بقدوم الأطفال، ويشارك في اختيار أسمائهم ويحنو عليهم فيمازحهم ويلاعبهم، ويضمهم إلى صدره الكريم ويقبلهم بفمه رحمة وحبا وإخاء، وبذلك نشأ الجيل الذي تربى على يديه -صلى الله عليه وسلم- فريداً مثالياً في إيمانه وعبادته وتفكيره وأخلاقه ومعاملاته. وتمكنك معرفة أكثر من ذلك بمطالعة سيرته -صلى الله عليه وسلم-، فإن عجالة كهذه لا يمكن أن تفي بالمقصود. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني