السؤال
هل يرى أهل السنة والجماعة تخليد آكل الربا بعدما جاءته الموعظة في النار؟ ماذا عن الكاسيات العاريات؟ وماذا عن تارك الصلاة؟
هل يرى أهل السنة والجماعة تخليد آكل الربا بعدما جاءته الموعظة في النار؟ ماذا عن الكاسيات العاريات؟ وماذا عن تارك الصلاة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن آكل الربا والمرأة المتبرجة وتارك الصلاة غير الجاحد لها، كل هؤلاء من أهل الكبائر الذين إذا ماتوا على التوحيد، ولم يتوبوا من ذنوبهم قبل الغرغرة أو طلوع الشمس من مغربها، فإنهم لن يخلدوا في النار لو أنهم دخوها، وقد يعذبون بقدر ذنوبهم إذا لم يتجاوز الله عنهم، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة، وليست لهم عقيدة سواها. وأما قول الله تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:275]. فليس فيها ما يخالف ما قررناه لأنها في من استحلّ الربا وقال ما نهاه الله عنه في صدر الآية: إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا [البقرة:275]، ولا شك أن قائل هذا الكلام إن كان عالماً بما يقول فإنه معترض على الله في شرعه وحكمه ومعقب عليه في أمره ونهيه وهذا كافر، ويخلد في النار، وإنما المسأله في المسلم الذي يقر أن الربا حرام ولكنه يفعله ضعفاً وشهوة فهذا عاصٍ، وإن مات بلا توبة فأمره إلى الله. ورحم الله ابن عطية حيث قال في تفسيره للآية: إن قدَّرنا الآية في كافر فالخلود خلود تأبيد حقيقي، وإن لحظناها في مسلم عاصٍ فهذا خلود مستعار على معنى المبالغة، كما تقول العرب ملكٌ خالدُ، عبارة عن دوام ما لا يبقى على التأبيد الحقيقي. انتهى. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني