الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الساب لرسول الله صلى الله عليه وسلم

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم، سؤالى لفضيلتكم: كيف يكون الرد على هؤلاء الذين يشتمون الرسول الكريم وزوجاته الكريمات عبر الموقع ومحتمل أن يكونوا صهاينة، فالبعض يقترح أن لا نرد عليهم خشية أن يزيدوا من شتائمهم ويفجروا أكثر وأكثر فماذا يفعل المسلم في هذه الحالة؟ وهل عليه إثم إن لم يرد عليهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالموقف من هؤلاء يبنى على معرفة طبيعتهم، فإن كانوا يقبلون المجادلة بالتي هي أحسن ويؤمل رجوعهم عن الكفر وهدايتهم إلى الإسلام، كانت مجادلتهم ودعوتهم إلى الله واجبة على المستطيع، قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (يوسف:108)، وقد فصلنا الكلام في حكم الدعوة إلى الله في الفتوى رقم: 29987 وإن كانوا لا يقبلون المجادلة بالتي هي أحسن، أو لا يؤمل رجوعهم عن الكفر، وتعين لكف شرهم تدمير موقعهم الذي يستخدمونه في شتم النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات، وجب ذلك على كل قادر عليه، فإن الذب عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عرضه من أوجب الواجبات، ومن أعظم حقوقه صلى الله عليه وسلم على أمته، قال تعالى: لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (الفتح:9)، قال شيخ الإسلام: التعزير اسم جامع لنصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه، والتوقير: اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال، وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار. وقال أيضاً: أما انتهاك عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه مناف لدين الله بالكلية، العرض متى انتهك سقط الاحترام والتعظيم، فسقط ما جاء به من الرسالة، فبطل الدين، فقيام المدحة والثناء عليه والتعظيم والتوقير له قيام الدين كله، وسقوط ذلك سقوط الدين كله، وإذا كان كذلك وجب علينا أن ننتصر له ممن انتهك عرضه. ومحل هذا ألا يترتب على تدمير موقعهم شر أكبر من بقائه، كأن يكون ذلك سبباً لإغرائهم بالمبالغة في سب الله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم في مواقع أخرى. فإن كان تدمير موقعهم يؤدي إلى ذلك فليُعرض عنهم المسلم وليشتغل بالدعوة إلى الله وكشف أباطيلهم وتلبيسهم، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 38170 ونسأل الله أن يكف شرورهم ويبطل كيدهم إنه ولي ذلك والقادر عليه. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني