السؤال
زعمت إحداهن أن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كن عصبيات (على حدة) وكن هكذا مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكان هذا عندما كان هناك من يناقش حول كون الزوجة عصبية، فقال إنه مما كانت تفعله زوجات رسول الله، وأنا لم أكن مشاركا في النقاش، ولا علم لي إلا أن السيدة زينب كانت على حدة سرعان ما تفيء منها.
فهل صحيح ما قالته؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يصح إطلاق القول بأن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كانت فيهن حدة؛ فلا دليل على هذا الكلام فيما نعلم.
نعم، من زوجاته عليه الصلاة والسلام من اتصفت بهذه الصفة، كما ثبت في السنة الصحيحة، ففي صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة، من امرأة فيها حدة..... الحديث.
وفي صحيح ابن حبان عن عائشة أيضا -رضي الله عنها- قالت عن زينب بنت جحش -رضي الله عنها-: ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب، وأتقى لله عز وجل، وأصدق حديثا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به، وتقرب به، ما عدا سورة من حدة كانت فيها، تسرع منها الفيئة.... الحديث.
وضمنته شيئا من الكلام الشديد الذي دار بينهما. وكان النبي صلى الله عليه وسلم شاهدا على ذلك، وهو لكريم خلقه عليه الصلاة والسلام يلتمس لهن العذر في ذلك؛ لما جبلن عليه من الغيرة كسائر النساء، وهي هنا غيرة سببها حب كل واحدة منهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وربما سمع من بعضهن شيئا من الكلام الغليظ معه بدافع هذه الغيرة، فلا يؤاخذ الواحدة منهن على ذلك، ولمزيد الفائدة، يمكن مطالعة الفتوى: 202675.
فهي مواقف معينة لها ما يبررها، وأما إطلاق القول بأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن على حدة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يصح.
والله أعلم.