الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في شركة تصنع برنامجًا يقدم تحليلات ومعلومات عن السوق المالي

السؤال

تقدمت للعمل في شركة: بلومبرج (bloomberg)، والشركة تصمم برنامج كمبيوتر يستخدم في التعاملات المالية، فيتوقع انخفاض أو ارتفاع أسعار الأسهم؛ بناء على أحداث أو أخبار معينة، ويقدم تحليلات ومعلومات عن السوق المالي، وهكذا، وتستخدم هذا البرنامج جهات كثيرة -الأشخاص، والحكومات، والبنوك-، فما حكم العمل في هذه الشركة؟
وهذه بعض المعلومات المهمة لإيصال الصورة كاملة:
- الشركة تصمم برنامج كمبيوتر معقد يقوم بوظائف عديدة، بعضها لا أرى به شبهة، مثل ما ذكرت بالأعلى، وبعضها أجد به شبهة، مثل تقديم معلومات عن القروض، وأفضل نسبة أرباح لها، وهكذا، وقد تحريت أن أختار العمل على جزء ليس به شبهة.
- البرنامج متعدد الوظائف، ويستخدمه أشخاص عاديون وحكومات، وأنا أعرف أصدقاء يستخدمونه لمتابعة الوضع المالي في ظل ظروف انتشار كورونا، ومعظم المستخدمين بنوك، ولا أدري هل تستخدمه البنوك في تطبيقات شرعية أم لا، فهل هذا يؤثر على الحكم؟
أرجو الإجابة مع الاستفاضة في الشرح؛ حتى يتسنى لي أن أفهم كيف يُبنى الحكم على الحالة العامة. جزاكم الله خيرًا، وجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالعمل في الشركة المذكورة فيما هو مباح، بحيث لا يباشر المرء حرامًا، ولا يعين عليه إعانة مباشرة؛ لا حرج فيه.

ومن ذلك ما ذكرته من كون البرنامج يدرس حال السوق، وأوضاع الأسهم، وغيرها من الأمور المالية، وبناء على نتائج الدراسة، يتوقع انخفاضًا، أو ارتفاعًا في أسعار الأسهم، كما يقدم تحليلات ومعلومات عن السوق المالي.

وهذا لا يظهر فيه حرج؛ شريطة ألا تكون المعلومات المقدمة تتعلق بما يحرم تداوله من أسهم، أو قروض ربوية، أو غير ذلك.

وأما ما يجوز تداوله، فلا حرج في دراسته، وتقديم التوصيات والتوقعات في شأنه. وللفائدة، انظر الفتوى: 367690.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني