الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تطاع الأم بما ليس فيه ضرر أو مشقة

السؤال

أمي غاضبة علي؛ لأني اعترضت على موعد سفري غير المناسب لي، بسبب الدورة الشهرية، وخاصة أني أتعب جدا، ومدة السفر 24 ساعة في الباص والطيران، وأنا مسافرة أنا وأختي، وأنا الكبيرة، يعني كل المسؤولية في السفر علي.
وقلت لها قبل الحجز، لكن هي وأختي قالتا لي: خذي مسكنا، المسكن يخفف الألم قليلا، لكن يظل الألم صعبا. ولما حجزت بكيت، واعترضت بشدة، وقلت لها: أنت لا تشعرين بتعبي. فقالت لي: رضا الوالدين أهم شيء، يمكن الدورة الشهرية تتأخر أو لا تتعبك إذا دعوت لك.
هي غاضبة علي، وتنظر لي باشمئزاز، ولا تكلمني. وأنا غاضبة؛ لأنها لم تقدر تعبي، أنا حزينة. ولا أعلم كيف أتصرف؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحقّ الأمّ عظيم، وبرّها والإحسان إليها من أعظم القربات وأحبها إلى الله، فوصيتنا لك أن تجتهدي في برّ أمّك، وتحسني إليها، وتسعي في استرضائها، فتعتذري لها عما بدر منك نحوها من معاتبتها أو مغاضبتها.

وإذا كنت لم تسافري بعد؛ وكان عليك ضرر في السفر في الدين أو في البدن، أو مشقة لا تحتمل؛ فلا حرج عليك في الامتناع من السفر لكن عليك التلطف بأمّك، والحرص على مخاطبتها بالرفق والأدب والتوقير، ومداومة الإحسان إليها بالقول والفعل.

وأمّا إذا لم يكن عليك ضرر في السفر، فلا تمتنعي منه؛ واحتسبي الأجر عند الله تعالى.
وبخصوص حكم سفر النساء بغير محرم؛ راجعي الفتوى: 173887

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني