السؤال
أنا طالب علم، وقد بدأت بحفظ القرآن الكريم، ولدي سؤالان في تسميع ما حفظته.
1. هل يجب علي أن لا أغلط ولا في كلمة واحدة، ولو كانت زلة لسان يمكن أن أتداركها؟
2. من يسمع لي هو صديقي، وهو ليس بشيخ هو مثلي (طالب علم) فهل التسميع يكون من البداية للنهاية مثلاً من بداية سورة البقرة إلى نهايتها، أم يقوم بقراءة آية وأنا أكمل حتى يقول لي: حسبك، ومن ثم يبدأ من آية ثانية وإن كانت من نصف السورة، وأنا أقرأ حتى يقول لي: حسبك، وهكذا...؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نهنئك على تعلم كتاب الله تعالى، ونسأل الله أن ييسر لك حفظه، والعمل به، وأن يجعلك من الصالحين، وأن يوفقك لكل خير.
ثم إن الغلط في كتاب الله تعالى أثناء تعلمه لا مؤاخذة فيه، بل إن أجر التلاوة يعظم بحسب المشقة التي يجدها القارئ، فقد قال صلى الله عليه، وسلم: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق، له أجران. رواه مسلم.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: وأما الذي يتتعتع فيه فهو الذي يتردد في تلاوته؛ لضعف حفظه، فله أجران: أجر بالقراءة، وأجر بتتعتعه في تلاوته ومشقته.
قال القاضي وغيره من العلماء: وليس معناه الذي يتتعتع عليه له من الأجر أكثر من الماهر به، بل الماهر أفضل وأكثر أجرا؛ لأنه مع السفرة، وله أجور كثيرة، ولم يذكر هذه المنزلة لغيره. وكيف يلحق به من لم يعتن بكتاب الله تعالى وحفظه وإتقانه، وكثرة تلاوته وروايته كاعتنائه حتى مهر فيه. والله أعلم. انتهى.
ولا يلزم عدم الخطأ في التلاوة أثناء التسميع، واجتهد في إصلاح ما تقرؤه، ولا يلحقك إثم فيما يقع من خطإ بغير قصدٍ.
وبخصوص طريقة التسميع، فالأمر فيها واسع، فلا مانع من تسميع السورة من بدايتها إلى نهايتها، أو تسميع كل آية على حدة. فاختر الطريقة التي تفيدك أكثر، واستعن بأصحاب الاختصاص في هذا المجال.
والله أعلم.