السؤال
موعد الدورة الشهرية يوم الخميس، ويوم الاثنين قرب الفجر أثناء السحور، تناولت حبوب إيقاف الدورة، وأمسِ بعد أن صليت المغرب، نزلت عليَّ نقط لونها وردي، ومن حينها لم أر أيَّ شيء، فهل أواصل صيامي، وصلاتي؟ وإلى فجر اليوم لم أر شيئًا، فاغتسلت، ونويت صيام اليوم، وصليت الفجر، فهل ما فعلته صحيح؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرت أنك رأيت نقاطًا وردية بعد صلاة المغرب، ولم تري بعد ذلك شيئًا، وأقل الحيض يوم وليلة، على الراجح، ومن ثم؛ فما رأيتِه لا يعدّ حيضًا، ولا يلزم منه الغسل، ولا يمنع من الصلاة، ولا الصيام، ولا غير ذلك، جاء في الموسوعة الفقهية تفصيل مذاهب أهل العلم في أقل الحيض، كما يلي:
أَقَل مُدَّةِ الْحَيْضِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ، وَالْحَنَابِلَةِ، وَأَكْثَرُهَا خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا بِلَيَالِيِهَا؛ وَذَلِكَ لأَنَّهُ وَرَدَ فِي الشَّرْعِ مُطْلَقًا دُونَ تَحْدِيدٍ، وَلَا حَدَّ لَهُ فِي اللُّغَةِ، وَلَا فِي الشَّرِيعَةِ؛ فَيَجِبُ الرُّجُوعُ فِيهِ إِلَى الْعُرْفِ، وَالْعَادَةِ...
وَيَرَى الْحَنَفِيَّةُ أَنَّ أَقَل الْحَيْضِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهَا، وَمَا نَقَصَ عَنْ ذَلِكَ، فَهُوَ اسْتِحَاضَةٌ،... وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ أَنَّهُ يَوْمَانِ، وَالأَكْثَرُ مِنَ الثَّالِثِ؛ إِقَامَةً لِلأَكْثَرِ مَقَامَ الْكُل...
وَيَرَى الْمَالِكِيَّةُ أَنَّهُ لَا حَدَّ لأَقَل الْحَيْضِ بِالزَّمَانِ. انتهى منها بتصرف يسير.
وعلى كل؛ فلا حرج عليك فيما فعلتِه من الصيام، والصلاة؛ لأنك طاهر، وتلك القطرات التي لم يستمر نزولها، لا تعتبر حيضًا في قول الجمهور.
وحتى على قول من يعتبر القطرة حيضًا؛ فقد انقطع نزولها، واغتسلتِ منها.
والله أعلم.