السؤال
أب نصح ابنه البالغ من العمر 26 عاماً بترك بعض المنكرات (الصغائر) وكرر هذا الطلب مرات ولكنه لم يستجب، هل يعتبر أنه قد أدى ما عليه أمام الله أم سوف يحاسبه الله على أفعال هذا الولد، مع العلم بأنه يربيه على ما يرضي الله منذ صغره؟
أب نصح ابنه البالغ من العمر 26 عاماً بترك بعض المنكرات (الصغائر) وكرر هذا الطلب مرات ولكنه لم يستجب، هل يعتبر أنه قد أدى ما عليه أمام الله أم سوف يحاسبه الله على أفعال هذا الولد، مع العلم بأنه يربيه على ما يرضي الله منذ صغره؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن تربية الأولاد مهمة عظيمة ومسؤولية جسيمة تحتاج إلى كثير من العلم والحكمة، والتروي وعدم العجلة، واتخاذ أحسن الأساليب التي تعين في الوصول إلى هذا الهدف السامي، ولا شك أن قيام الأب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قيام بواجب يثاب عليه، ويرفع عنه الإثم والحرج من هذه الجهة، ولكن ينبغي أن لا يقف عند هذا الحد، بل عليه مداراة ابنه في مثل هذه السن، وأن يظهر له من التودد والتطلف وحسن المعاملة ما يستطيع به أن يقوده إلى بر الأمان وإلى سبيل الهداية، وفي المقابل أن يبتعد عن أسلوب العنف والتجريح والإحراج.
ثم إنه ينبغي أن لا ينسى أن دعوة الوالد لولده مستجابة، روى أحمد وأبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث دعوات مستجابات، لا شك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم.
وننبه إلى أن على الوالد أن لا يفوت الفرصة الطيبة التي تثمر ثماراً طيبة ألا وهي مرحلة الصغر، في النصح والتوجيه، بل وقبل ذلك تنبغي محاولة إصلاح الأم حتى تكون عوناً للأب في هذا الأمر فهي الألصق بالأولاد الصغار، وأكثر وجوداً معهم في البيت، وللمزيد من الفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 34320، والفتوى رقم: 18336.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني