السؤال
ابتليت في أهلي، فكانوا كثيري الذنوب والمعاصي إلا من رحم الله منهم، فحرصت على نصحهم كثيرا، وأنا الآن في السنة الرابعة في نصحي إياهم، وكانوا دائما يجتنبون النصيحة بالمزح، أو عندما أنصح والدتي وأشدد عليها في النصيحة كانت تخرج منها بقولها إني أتعبها بهذا الكلام. (والمقصود بهذا الكلام هو أني أذكرهم بعذاب الله كثيرا، وهكذا).
وفي العادة كان المقصود من نصحي أمي وأختي، كانت أمي كثيرة الغيبة، وأختي معها، وزيادة عليها أنها تخرج من البيت ببنطال، وغيره من هذه الملابس الضيقة، وهكذا، ويعلم الله إني تعبت ومللت، وأكاد أجزم أن أهلي يريدون أن يدخلوني جهنم بأفعالهم.
أنا طالب جامعي، وجامعتي في مكان بعيد عن بيتنا، ولذلك في العادة أجلس طوال السنة في بيتنا الثاني القريب من الجامعة، ومن كثرة ضيقي من أهلي وزيادة همي بدأت أزيد محبة في الجلوس وحيدا، والبعد عنهم، وبدأ يزيد اجتنابي لهم، وفرحي عند مجيء الدراسة؛ لكي أبتعد عنهم، وابتليت مرة أخرى في أن أختي دخلت نفس جامعتي، وبدأت تسكن معي، وزاد همي وحزني.
عذرا على الإطالة، ولكن أحببت أن أشرح موقفي لكي يتم فهمي. الشاهد من القول أني أعلم حرص الإسلام على الحث على صلة الرحم، وأنه لا يجوز هجر الأهل، ولو كانوا كثيري المعاصي، ولكني أتضايق من هذه النقطة، وما أنا إلا عبد ضعيف، فحاشا لله أن أنكر ما جاء في القرآن والسنة، ولكن كيف يرضيني أن أحسن إلى ناس رغم نصحي لهم تجاهلوني، وكلما حاولت أن أنصح إخوتي نهاني والداي، وقالا: اتركهم بحالهم. ووصل بي الحال أن جزمت أني عندما أتخرج -بإذن الله- سأسافر، أو سآخذ سكنا بعيدا عنهم؛ لأني كلما زاد جلوسي معهم اعتدت على المنكرات، وأخاف أن أرجع بعد أن هداني الله إلى الفسوق -والعياذ بالله-. أفيدوني جزاكم الله خيرا.