السؤال
اليوم حرت كثيرا فيما أفعل؛ لأن الحكم وإن كان واضحا في هذه الأمور إلا أنني أحس نفسي مرغمة على ما أنا فيه، والحديث لم يعد ينفع معي في شيء مع زوجي. عندما تزوجت زوجي كان يسكن في شقة مع أمه وأخيه الوحيد الذي كان حينها ما يزال في الخامسة عشرة من عمره، وجدت مشاكل مع زوجي؛ بداية في موضوع: لا تفتحي الباب إن كنت غير موجود، ولا يدخل أخي البيت، مع أن أخاه له حق في السكن، ثم بعدها تغيرت الأمور، وتقبل الأمر بداية بأن الضرورة تبيح المحظور، بما أن زوجي طول النهار في العمل، فلا يمكن أن أدع أخاه خارجا طوال الوقت.
المشكل أن أمه لم تعد معنا، فصرت أظل وحدي معه في البيت، وتقبلتها، وقلت لا بأس الولد مراهق، وأنا مستورة، وألبس طويلا، وملابس ثقيلة لا تظهر مني إلا وجهي.
الولد بدأ يدخل صاحبه مرة واثنتين، حتى تعود على الوضع، وزوجي يقول: لا، عادي هو من سنين متعود يدخل عندنا، ثم بعدها أتى، واستقر، وصار يسكن معنا حاليا مدة وصلت لأربعة أشهر. تعبت من الموضوع جدا، فإما أن أظل محبوسة في غرفتي لا أعمل شيئا في البيت، أو أخرج وألتقي بهما، وأحيانا -إن هداهما الله- يبقيان في الغرفة، وأخرج أنا، لكني لا أجد راحتي أبدا، لا في شغل البيت، ولا في اللباس، إذ كما قلت أرتدي ملابس ثقيلة للسترة، وأنا عندي ولد رضيع أتعب معه.
ينتهي اليوم وأنا ساخطة، وأدعو عليهما إذ لم أجد من زوجي استجابة. أقول له: لتبيعا البيت، وليسكن كل وحده، يقول: لا، أخي حبيبي، وليس له غيري، بالرغم من أن هذا الولد هو وصاحبه ما منهما أمل، لا يريدان الدراسة، ولا يريدان العمل، لا شيء، فقط القعدة في البيت طول النهار، ويستيقظون بعد العصر ليأكلوا ويشربوا ويطلبوا من زوجي فلوس السجائر الإلكترونية خاصتهم، وفلوس القهوة والخروجات، وهو يصرف، وهو مغمض عينيه، أو لا أعلم ما حصل له.
طلبت منه أن نترك البيت بأكمله، ويكتري لي بيتا، ولو غرفة في سطح منزل أرتاح فيها. والله صرت أفكر في ترك البيت بأكمله بسبب هذا، وتعبت نفسيتي، ودائما ساخطة على الموجودين حولي، وأولهم زوجي. لو يبيع، وليعتمد أخوه على نفسه، فهو في السابعة عشرة حاليا، لكن لا هو يدرس، ولا هو يعمل أيّ شيء، فقط يجلب المشاكل والمصائب هو وصديقه.
رجاء أفتوني؛ لأني سوف أري هذه الفتوى لزوجي، بما أنه لا يأخذ بكلامي.