الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

زوجتي مصابة بمرض نفسي وينتابها نوع من الوسواس القهري وينتابها نوع من الوسواس الشديد بين فترة وأخرى وقد تم عرضها على أحد الأطباء ولم تستفد من العلاج كثيرا ، ثم قمنا بعرضها على أحد المشايخ وأكد بأن علاجها يحتاج إلى وقت وقد أمرها الشيخ بالإكثار من قراءة سورة البقرة والأذكار والأدعية المشهورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأمرها ان تمسح جسمها بزيت الزيتون، وقبل يومين حضرت أمها إلى البيت وأصرت أن تأخذها إلى امرأة تقوم بتبخيرها باللبان وتزعم أنها تستشير الجان الذين على رأسها بحجة إصابتها بمرض أم الصبيان ولكني رفضت ذلك وأخبرتها بعدم موافقتي فما كان من أمها إلا أن ذهبت من البيت وهي على إصرارها على أساس أن هذه المرأة عالجت الكثير من الحالات وقالت بأنها لن تكلمها وغير راضية عنها وأنها لن تأكل شيئاً حتى تذهب ابنتها إلى العلاج عند هذه المرأة وقد أخبرتها أنا بأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وزوجتي مصرة أيضاعلى عدم ذهابها إلى هذه المرأة خوفا من الشرك بالله عز وجل وطاعة له سبحانه وتعالى وامتثالا لأمر زوجها، ولكن أخاف أن تضعف أمام إصرار أمها أو يزداد المرض عندها
لذا أرجو منكم أن تفتوننا جزاكم الله خيرا إلى أي الحدود يجب عليها طاعة أمها في هذا الأمر وهل ما نفعله أنا وزوجتي من عدم امتثالها لأمر أمها هو الصواب كما نرجو منكم إرشادنا إلى الطريق الأمثل للعلاج
وجزاكم الله كل خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما تفعله أنت وزوجتك من عدم الذهاب إلى هذه المرأة هو الصواب، لأن الذهاب إلى هذه المرأة وأمثالها فيه خطر على دينكما، وراجع لمعرفة حكم الذهاب إلى السحرة والكهنة والعرافين الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17266/21278/10981/21850/14231/5856.

وأما حدود طاعة زوجتك لأمها ففي المعروف، وفي ما ليس فيه معصية، فإنما الطاعة في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

وأما الطريق الأمثل للعلاج من هذا الوسواس والمرض النفسي الذي تعاني منه زوجتك فهو القرآن الكريم والرقى الشرعية والأذكار النبوية، وراجع الفتوى رقم: 6347 ففيها تفصيل ذلك.

ونسأل الله لها ولكل مبتلى الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني