السؤال
إذا التزمت الصلاة على النبي بصيغة: اللهم صَلِّ وسَلِّمْ عَلى نَبِيِّنَا محمد، أدخل في حديث: جاء رجل إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وقال: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت قال: الربع؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك قال: النصف؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك قال: الثلثين؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك قال: يا رسول الله، فأجعل صلاتي كلها لك؟ قال: إذًا تُكفى همك، ويغفر ذنبك؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أن الصيغة المذكورة ينال بها الثواب الموعود به في الحديث، ولا شك أن أفضل الصيغ وأولاها هي ما علَّمه النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه، وهي التي يسميها الفقهاء الصلاة الإبراهيمية، فعَنْ ابْن أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ، فَقَالَ: أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً؟ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْنَا: قَدْ عَرَفْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: قُولُوا: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
قال الحافط ابن حجر في كتابه (فتح الباري شرح صحيح البخاري): وَاسْتُدِلَّ بِتَعْلِيمِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَصْحَابِهِ الْكَيْفِيَّةَ بَعْدَ سُؤَالِهِمْ عَنْهَا؛ بِأَنَّهَا أَفْضَلُ كَيْفِيَّاتِ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ لَا يَخْتَارُ لِنَفْسِهِ إِلَّا الْأَشْرَفَ الْأَفْضَلَ. انتهى.
وانظر الفتوى: 116776.
هذا، وفي بيان المقصود بقول الصحابي: أجعل لك صلاتي كلها. انظر الفتويين: 45359، 137563.
والله أعلم.