السؤال
أنا متزوجة منذ 19 عاما، زوجي يشمني ويشتم أولادي في وقت النقاش، وأخيرا قام بضربي أمامهم.
هو أيضا لا يصلي منذ أكثر من ثلاثة أعوام، هو لا ينكر وجوب الصلاة، ويدعو ابني للنزول لصلاة الجمعة، لكنه لا يذهب، مع أن المسجد بجوارنا.
عندما أنصحه يغضب. ماذا أفعل؟ هل أطلب الطلاق؟ وهل عدم صلاته وهو قادر عليها يفسخ عقد الزواج؟
لي منه ولد عمره 12 عاما، وابنة 18، يدرسان. وأنا لا أعمل، وليس لي مصدر دخل. مع العلم أنه كان متزوجا قبلي وانفصل عن زوجته، وكان أيضا يشتمها ويضربها، وكان يبرر ذلك بأنهما عصبيان، وأنها تستحق الضرب، ولأنهما كانا صغيرين في السن. هو الآن فوق الستين، وأنا في 50 عاما.
ادعوا لي وله ولأبنائي بصلاح الحال.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يصلح حالكم، ويهيئ لكم الخير، ويصرف عنكم السوء.
واعلمي أنّ الصلاة عمود الإسلام، وهي أعظم أمور الدين بعد الإيمان، ولا سهم في الإسلام لمن ضيعها. وقد أجمع العلماء على كفر تاركها جحودا.
أمّا من تركها كسلا من غير جحود؛ فالجمهور على عدم خروجه من الملة.
فإن كان زوجك غير جاحد لوجوب الصلاة؛ فهو غير خارج من الملة، والعصمة الزوجية باقية. وراجعي الفتوى: 177285
وقد أمر الله الزوجين بالمعاشرة بالمعروف، وأوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرجال بالإحسان إلى النساء، وحذّر من ظلمهن.
فإن كان الزوج يسب ويشتم زوجته دون حقّ؛ فهو آثم وظالم لها، ووقوع زوجك في هذه المنكرات يبيح لك طلب الطلاق. وراجعي الفتوى: 479566
لكن نصيحتنا لك؛ أن تجتهدي في استصلاح زوجك بحكمة ورفق، وتذكريه بالله واليوم الآخر. وتكثري من الدعاء له، وتعينيه على التوبة، والاستقامة على طاعة الله وخاصة الصلاة، فالمحافظة عليها مفتاح كل خير، ومغلاق كل شر، قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت: 45].
قال السعدي -رحمه الله- في تفسيره: ووجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر: أن العبد المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها وخشوعها، يستنير قلبه، ويتطهر فؤاده، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتقل أو تعدم رغبته في الشر. انتهى.
ولمعرفة بعض الأمور المعينة على المحافظة على الصلاة؛ راجعي الفتوى: 3830
فإن تاب زوجك وعاشرك بالمعروف، فاحمدي الله وعاشري زوجك بمعروف.
وأمّا إذا بقي على تلك المنكرات، فينبغي أن توازني بين بقائك معه على تلك الحال، وبين مفارقته بطلاق أو خلع، وأن تختاري ما فيه أخفّ الضررين.
والله أعلم.