السؤال
تعرضت لظلم شديد، وتم اتهامي في قضية جنائية، ولم يتم صدور الحكم بعد، وإذا صدر الحكم ضدي فسوف يتم نسف أسرتي بالكامل، ولي ابنتان في عمر الزهور، فهل يكون أبوهم متوفى؟ أم يقال إنه مسجون؟ وواقعة هذه القضية بدأت منذ: 7 سنوات فجأة، والنيابة الظالمة قالت لي أنت متهم في القضية، وقد خرجت بكفالة، وأنا الآن على المعاش، وأصرف على القضية من فلوس تعليم بناتي.. فموتي أفضل لنفسي، كي لا أسجن، وأهان، وهو أفضل لبناتي من العار... وصرف أموالهم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت مظلوما حقا فليس على المرء من عارٍ إذا سُجن مظلومًا، وقد سُجن يوسف -على نبينا وعليه الصلاة والسلام- قبلك، وهو نبيٌ كريم، ابن نبيٍّ كريم، ابن نبيٍّ كريم، ابن نبيٍّ كريم! ثم ظهرت براءته لاحقًا، وصار نبيًا عزيزًا مكرمًا.
واجتهد في الدفاع عن نفسك، وإظهار الحقيقة لأهلك، ومعارفك، ثم لا يضرك ما يصيبك بعد استفراغ وسعك في الدفاع عن سمعتك، ولا تتمن الموت، ففي الصحيحين عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ فَاعِلًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لِي.
وفيهما أيضًا عن أبي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، وَلَا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وَإِنَّهُ لَا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلَّا خَيْرًا.
فلعلك أن تطول بك الحياة فتعمل أعمالاً صالحة يرفعك الله تعالى بها إلى أعلى درجات الجنة، مع ما تستفيده من أجر الصبر على الظلم الذي لحق بك.
وادع الله تعالى أن ينصرك، ويصرف عنك الظلم الذي لحق بك، فإنَّك موعود من الله تعالى بالنصر، والله تعالى لا يخلف الميعاد؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ثَلاَثَةٌ لاَ تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالإِمَامُ العَادِلُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ - يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الغَمَامِ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ! رواه الترمذي، وحسنه، وابن ماجه.
والله أعلم.