السؤال
لدي سؤال يؤرقني منذ زمن وأرجو أن توجهوني إلى الحل الذي يرضي الله عزوجل وجزاكم الله كل خير
نشأت في بيت والحمد لله محافظ, أبي طلق أمي وأنا في الثانية من عمري وتزوج امرأة تانية قامت بتربيتي ورعايتي منذ نعومة أظافري إلى الآن وها أناذا في الخامسة والثلاثين من عمري, لم أستطع فراقها ولو بعد وفاة والدي رحمه الله تعالى, مع العلم بأنهالم ترزق بأولاد قط. مشكلتي الآن وقد كبرت وهداني الله إلى الحجاب, أصبحت أتحرج أمام إخوة أمي الذين نشأت بينهم وكانوا بمتابة أخوال لي. إذن أتساءل الآن ما موقف الشرع في هذه المسألة؟ وكيف أتصرف معهم, ومع أمي التي لم تتقبل المسألة وقد سبب لها هذا الموضوع أزمة نفسية لأنها لا تتقبل حقيقة الأمر.
وجزاكم الله كل خير
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى عليك أن إخوة زوجة أبيك أجانب عنك فليس بينك وبينهم محرمية ، ولذا لا يجوز أن يخلو أحدهم بك ولا أن تكشفي أمامه ما لا يحل كشفه من العورة ، إلى غير ذلك من الأحكام الشرعية المعروفة ، ويجب على زوجة أبيك التى أحسنت تربيتك أن تتفهم الأمر ، وأن تعلم أننا محكومون بالشرع فلا نتعدى حكم الله قال تعالى : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا
وقال تعالى : إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
وظننا بزوجة أبيك أنها إن علمت أن الشرع يمنعك من الظهور أمام إخوتها فلن تمانع بل ستحثك وتعينك على عدم الظهور أمامهم، ويمكنك أن تعرضي عليها هذه الفتوى، وهذا كله ما لم تكوني قد رضعت من هذه المرأة خمس رضعات مشبعات في الحولين الأولين من عمرك، فإن كنت قد رضعت منها ذلك الرضاع، فإنها أمك من الرضاعة، وإخوانها أخوالك من الرضاعة.
والله أعلم