السؤال
عمري: 29 سنة، أعيش مع والدي في مكان معروف بزراعة المخدرات، ووالدي يقوم بزراعتها، ورغم محاولات الهروب من هذا الواقع المؤلم، إلا أنني لم أوفق للرزق الحلال، رغم الدراسة والبحث عن العمل في مختلف المجالات، ودائما ما كان الأمر ينتهي دون نجاح، وبسبب الفقر لم أكمل دراستي، ووالدي لديه سوابق، فلم أقبل في الوظائف الحكومية، وأينما توجهت أجد معوقات.ولكنني في الجانب الآخر -والحمد لله- عندي بعض الالتزام، فكان ذلك يهون علي الأمر، ولم أكن أهتم وأعيش بسعادة.قبل 4 سنوات في أحد الأيام وأنا أقرأ كتبا دينية -وربما كتاب التوحيد- وجدت فيه أن من يأكل الحرام لا يستجاب له، ولا يقبل منه، ومنذ ذلك الحين وأنا في ضيق، وحزن، واكتئاب، وأفكر بأنني شقي، ومطرود... ورغم ذلك لم أستسلم، وظللت أحاول بطريقة شرعية، لكن التجارة فشلت، وحاولت الفلاحة فيبست، وجربت اليوتيوب، ورغم أنني أحاول بطريقة شرعية، وأريد الكسب الحلال لم أنجح، فتنهال علي الكثير من الأفكار التي لا أستطيع دفعها مثل لو أن الله علم في خيرا لأعطاني خيرا، وأنظر إلى أقراني، وأرى أنهم أفضل مني في الآخرة، وأن الله أعطاهم، لأن الله يعلم منهم خيرا، وأنني من أهل النار، وأنني شقي، ولو كنت سعيدا لكان الله رزقني الحلال، وأن هناك أشياء لا يمكن إصلاحها في، وأن نفسي سيئة، والحق يقال إنها أمارة بالسوء، وأن ما أنا فيه عقاب من الله، رغم أن اجتهادي في الدين الذي كان يهون علي قد قل، وما عدت أحافظ على الفرائض إلا بشق الأنفس، ولو حاولت الاجتهاد تهجم علي تلك الهواجس، وأنا أعرف أنه لا ملجأ من الله إلا إليه، ولكن بسبب عدم القبول، وعدم استجابة الدعاء، وأتذكر حديث: كل ميسر لما خلق له؛ فينتابني اليأس.فماذا أفعل؟