الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كان يشرب الخمر فيخيل إليه أنه يجامع

السؤال

من فترة كنت عاصيا وأشرب الخمر ومهملا في حق ربي والحمد لله أنا الآن تبت وأعمل كل أركان وفرائض الإسلام والله أعلم.
سؤالي هو أنني عندما كنت أشرب الخمر كنت أحس بأنني أجامع أحدا (من أتخيل) والغريب أنني كنت أفرغ على الفراش كأنني مع فتاة أو مع كل من تخيلته.
هل أنا جامعت جنا ؟
إذا نعم هل هو بداخلي؟
كيف بي أن أنزع هذه التفكير من دماغي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله عز وجل أن يثبتك على التوبة من الخمر ومن سائر المحرمات، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، أما ما كنت تراه حال سكرك فإنما هو تخيل ووساوس شيطانية، فإن الخمر مفسدة للعقل مغطية له، تري صاحبها الأمر على خلاف ما هو عليه، وصدق من قال في وصفها: تجعل الديك حمارا وبياض العين أحمر، وهي أم الخبائث، كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الخمر أم الخبائث، فمن شربها لم تقبل صلاته أربعين يوما، فإن مات وهي في بطنه مات ميتة جاهلية. رواه الطبراني في الأوسط.

وقد أوضح عثمان بن عفان رضي الله عنه ذلك فقال: اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث، فإنه كان رجل ممن خلا قبلكم تعبد فعلقته امرأة بغية فأرسلت إليه جاريتها فقالت له: إنا ندعوك للشهادة فانطلق مع جاريتها فطفقت كلما دخل بابا أغلقته دونه حتى أفضى إلى امرأة وضيئة عندها غلام وباطية خمر، فقالت إني والله ما دعوتك للشهادة ولكن دعوتك لتقع علي أو تشرب من هذه الخمرة كأسا أو تقتل هذا الغلام، قال: فاسقيني من هذه الخمرة كأسا، فسقته كأسا قال: زيدوني فلم يرم حتى وقع عليها وقتل النفس، فاجتنبوا الخمر فإنها والله لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر إلا ليوشك أن يخرج أحدهما صاحبه. رواه النسائي وصححه الألباني. فجنب نفسك الوساوس والأوهام، وأقبل على ذكر الله، وأكثر من طاعته، نسأل الله أن يثبتنا وإياك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني