الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز التعلم من الصور المنقولة دون الإحالة إلى مصدرها؟

السؤال

أنا طالب في كلية الطب، وأساتذة المواد يقومون بإعداد محاضرات وترتيبها ونشرها. وهذه المحاضرات تحتوي على صور منقولة من كتب أخرى -كتب علمية- كرسوم لبعض أعضاء الجسم التشريحية، ورسوم للخلايا والأنسجة وعليها معلومات وعلامات. فهل هذا من الاقتباس؟
الأساتذة لا يضعون اسم مصدر الصور -لا يحيلونها إلى أصحابها- فلا ندري هل يأذن أصحاب الكتب في أن توضع صور ورسوم من كتبهم في المحاضرات؟
والأمر الآخر: هل عدم إحالتها إلى مصدرها يجوز، علما بأنهم لا يدعون بأن هذه الصور والرسوم من إنتاجهم؟
ما الحكم في دراسة هذه الصور، وأخذ المعلومات الموضوعة فيها من أسماء الأجزاء وبعض سماتها وغيرها بالنسبة للطلبة، وكذلك الأمر بالنسبة للكلام والشرح في هذه المحاضرات، فغالبا ما يكون منقولا -مقتبسا- وغالبا لا يذكرون المصدر؟
وجُزيتم خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يلزمكم البحث والتنقيب حول مصادر تلك الرسوم والصور وهل يأذن أصحابها في نشرها أو لا؟

بل يكفي عدم العلم بذلك، وإذا كان هناك تقصير وتَعَدٍّ؛ فإثمه وتبعته على الأستاذ، لا عليكم.

ولا بد من الحذر من التنطع، الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: هلك المتنطعون... قالها ثلاثاً. رواه مسلم.

قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: والمتنطع: هو المتعمق البحاث عما لا يعنيه. انتهى.

والنقل والاقتباس من مؤلفات الآخرين جائز في الأصل، مع عزو المنقول عنهم. من باب الأمانة العلمية.

لكن عدم ذلك لا يمنع الطلاب من الاستفادة من الدرس وما تضمنه كتاب المادة، والانتفاع بما تعلموه من ذلك.

ويمكن مناصحة الأستاذ، وتنبيهه على مراعاة الأمانة العلمية فيما ينقل ويقتبس من غيره.

وللفائدة انظر الفتويين: 149033، 3689590

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني