السؤال
أتساءل عن حكم الدعوة إلى الله وكذلك الانضمام إلى جماعة إسلامية، هل هو فرض عين على المرأة أم فرض كفاية، وما نصيحتكم لمن يرغب في الانضمام إلى إحدى الجماعات ولكن ما ينفرني هو تلك الفرقة والبغض بين الجماعات وبعضها البعض، ففي بلدنا كل حزب بما لديه فرحون... والجميع يحاول أن يظهر مدى صحة منهجه على حساب المناهج الأخرى، فهل أكتفي بمجرد أن أكون مسلمة داعية في الحدود الضيقة، أم أتجه إلى ما أميل له وأشعر أنه مطابق للكتاب والسنة، وأنه مناسب لما يقابل الإسلام من تحديات في هذا العصر، ولا ألتفت للانتقادات، الأخرى أفيدوني بالله عليكم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق بيان حكم الدعوة إلى الله في الفتوى رقم: 29987، وأما حكم الانضمام إلى الجماعات الإسلامية، فلا ريب أن نصرة الإسلام واجب شرعي، ولا يمكن أن تتحقق هذه النصرة على المستوى المطلوب إلا من خلال عمل جماعي، فلا يستطيع فرد أو أفراد متفرقون أن ينهضوا بهذا العبء.
ولذا كان العمل الجماعي لنصرة الإسلام من خلال جماعات أهل السنة العاملة في الساحة الإسلامية أمراً مطلوباً وهاماً، لكن لابد أن يراعى في ذلك عدة أمور:
الأول: أنه لا يجب على المسلم أن ينتمي إلى جماعة بعينها من هذه الجماعات، والأولى له اختيار الجماعة التي يراها أقرب إلى الصواب وأنفع للإسلام والمسلمين.
الثاني: أن لا يكون العمل ضمن جماعة داعية للتعصب لهذه الجماعة، وأن لا تكون الجماعة هي ما يعقد عليه الولاء والبراء، بل الموالاة والمعاداة تكون على الإسلام، والدعوة تكون إلى جماعة أهل السنة، وليس إلى جماعة معينة.
الثالث: أن في هذه الجماعات الصواب، كما أن فيها الخطأ، فيعانون على الخير والصواب، وينصحون في الخطأ، ويعرف الخطأ من الصواب بالعرض على الكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فما وافق ذلك قبل، وما خالفه رد.
والله أعلم.