الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من يأمرها زوجها بمشاركته في مجالسة النساء الأجنبيات

السؤال

أنا امرأة كبيرة في السن، وزوجي يصاحب النساء طوال الوقت، ولكن بدون زنا، فهو يتغزل بهن ويجالسهن، ويجبرني أحيانًا على استقبالهن والجلوس معهن. وعندما أتشاجر معه بهذا الخصوص، يقول لي: اخرجي من المنزل أو اسكتي، مع العلم أنه يصلي ويتحدث بالدين أمام الناس. فما حكمه؟ وهل عليّ وزر إذا سايرته وجلست مع صاحباته؟ أم عليّ أن أطلب الخلع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال -كما ذكرت- من قيام زوجك بمصاحبة النساء الأجنبيات والتغزل بهن ودعوتهن إلى البيت من أجل ذلك ومطالبتك باستقبالهن وحضور هذه المجالس؛ فهذا منكر ظاهر، ومعصية قبيحة، والواجب عليه أن يتوب إلى الله، ويقف عند حدوده، ويتأدب بآداب الشرع.

ولا تجوز لك إعانته على هذا المنكر، ولا حضور هذه المجالس الماجنة، قال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا [الفرقان: 72]

قال السعدي -رحمه الله- في تفسيره: أي: لا يحضرون الزور أي: القول والفعل المحرم، فيجتنبون جميع المجالس المشتملة على الأقوال المحرمة، أو الأفعال المحرمة. انتهى.

ونصيحتنا لك: أن تجتهدي في السعي لاستصلاح زوجك، وإعانته على التوبة والاستقامة على طاعة الله، وذلك بتذكيره بالله واليوم الآخر، وحثه على اجتناب صحبة الغافلين، والحرص على مصاحبة الصالحين الذين يعينونه على ذكر الله.

وأمّا طلبك الخلع منه؛ فليس واجبًا عليك، ولا ننصحك به، لأنه لا يغير المنكر الذي يمارسه زوجك، بل قد يزيده، وراجعي الفتوى: 440812.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني