الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تلازم بين قطعية الحديث المتواتر وبين دلالته

السؤال

بخصوص الحديث المتواتر: كما هو معروف، فإن اجتماع الرواة على الكذب في الحديث المتواتر محال عادةً، لا عقلاً (أي: ممكن أن يتخلف). فإذا كان احتمال الكذب وارداً، فلماذا تكون دلالة الحديث المتواتر قطعية يقينية، لا ظنية؟
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمسألة القطع بثبوت الخبر المتواتر، أو ظنيته، لا ترابط بينها وبين دلالته، فالنص قد يكون قطعي الورود ظني الدلالة، وقد يكون قطعي الورود قطعي الدلالة، وقد يكون ظني الورود قطعي الدلالة، وهكذا. وأوضح مثال في هذا نصوص القرآن، فهي قطعية الورود، لكن بعضها ظني الدلالة، كما هو معلوم. وانظر الفتويين: 50153، 275845.

وعلى كل؛ فدلالة الخبر المتواتر منها ما يكون نصًا، بمعنى أنه لا يحتمل إلا معنى واحدًا يقينًا، ومنها ما يكون محتملاً لمعانٍ عدة، وهو: مجال عمل المجتهدين.

مع التنبيه على أن الحق هو كون الخبر المتواتر مقطوعاً بثبوته يقينًا، لاستحالة تواطؤ رواة الخبر المتواتر على الكذب عادة. ولا تعارض بين كون ثبوت الخبر المتواتر قطعيًا، وبين تجويز العقل اجتماع رواة الخبر المتواتر على الكذب؛ فالمستحيل عادة لا يقع رغم جواز وقوعه عقلاً. فإننا نقطع بكذب من يقول: إنه رأى قبيلة يطير أبناؤها في الهواء، رغم جواز طيرانهم عقلاً. فليس كل ما يجيزه العقل يمكن وقوعه حسًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني