السؤال
عندي شقة صغيرة المساحة، وبنتي الكبيرة تنام مع إخوتها الذكور في نفس الغرفة، وأخي ساكن بالإيجار، ودخله بسيط لا يكفيه، فهل يجوز التقديم في شقق الإسكان الاجتماعي باسمي، وأخذ الشقة الكبيرة، وبيع شقتي الصغيرة لأخي بالقسط البسيط، لأجل مساعدته؟ علمًا أن راتبه 4000 جنيه، ولا تكفي للإيجار والنفقة والمواصلات، علمًا أن سؤالي الأساسي أني سمعت أن التقديم في هذه الشقق فيه شبهة ربا؛ لأن البنك هو الذي يدفع ثمن الشقة، ويبيعها لي بفائدة، فهل حالتنا هذه فيها ضرورة؟ جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الإسكان الاجتماعي يتم من خلال معاملة ربوية مع البنك؛ فلا يجوز الإقدام عليه، جاء في قرارات مجمع الفقه الإسلامي: بعد الاطّلاع على البحوث الواردة إليه بخصوص موضوع التمويل العقاري لبناء المساكن وشرائها، والاستماع للمناقشات التي دارت حوله، قرر ما يلي:
أولًا: إن المسكن من الحاجات الأساسية للإنسان، وينبغي أن يوفّر بالطرق المشروعة بمال حلال، وإن الطريقة التي تسلكها البنوك العقارية والإسكانية ونحوها من الإقراض بفائدة ـ قلّت أو كثرت ـ، هي طريقة محرّمة شرعًا؛ لما فيها من التعامل بالربا ... اهـ.
وقد سبق لنا بيان حد الضرورة المبيحة للربا، والحالات التي يجوز فيها بناء أو شراء مسكن بقرض ربوي، في الفتويين التاليتين: 61214، 47389.
وما ذكرته عن حالتك لا يظهر منه ضرورة تبيح لك أن تقدم على شراء شقة عن طريق قرض ربوي من البنك.
والله أعلم.