الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المقصد الحسن لا يبيح نشر رواية تشتمل على محظورات شرعية

السؤال

أودّ السؤال عن حكم نشر رواية لا توجد فيها تفاصيل أو جمل تخدش الحياء العام، لكن محور القصة عن علاقة حب وكيفية تأثير المرض النفسي على الديناميكية والأفكار والعلاقة. موضوع الرواية علاقة سامة غير صحية، لكن الهدف توضيح أثر الأفكار الناتجة عن المرض النفسي عليها. لا يوجد في الرواية ما يخلّ بالأخلاق، ولكن تبقى الفكرة (رواية حب وتأثير المرض النفسي عليها). فهل يجوز إذا تضمّنت فكرة مثل (المساكنة)، أو نقاشات عن مشاعر الحب المشتركة بين رجل وامرأة -لكن عن المشاعر فقط- لتوضيح طبيعة العلاقة والحياة دون ما يخلّ بالأدب أو الحياء؟
الموضوع مهم؛ لأنني إذا كان فيه حرمة أتحمّل مسؤولية كل من يقرؤها.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكركِ على تَحَرِّيكِ السؤال عن الحكم الشرعي قبل الإقدام على الكتابة، تحرزًا مما قد يلحقك من تبعات ما كتبتِ يوم القيامة.

ثم إن هذه الرواية وإن كان المقصد منها حسنًا، إلا أنها تشتمل على جملة من المحظورات الشرعية -كالعلاقة المحرمة خارج إطار الزواج، والأفكار المنافية للشريعة والمخلة بالمروءة، كالمساكنة التي تعني العيش المشترك بين رجل وامرأة أجنبيين، وتبادل مشاعر الحب بينهما-؛ ومثل هذه المنكرات يترتب عليها مفاسد عظيمة منها: تحريك الشهوات، وتهييج الغرائز، وإفساح المجال للخيالات والأفكار الرديئة من عشق وغرام، وشغل الوقت بما لا ينفع في دين ولا دنيا، بل بما يضر، وما كان هذا شأنه فلا شك في حظره والمنع منه، والمقصد الحسن لا يجعل الوسيلة القبيحة حسنة، وراجعي الفتوى: 48919.

ومن العجب أن يضيق أفق كثير من الكتاب والمؤلفين، بحيث يظن أن الوصول إلى فكرة، أو إيصال مفهوم معين، لا يتم إلا بذكر المحرمات، وهذا من المفارقات التي لا تصح شرعًا ولا عقلًا، فمن الواجب على الإنسان إذا كان يحمل هم إيصال فكرة حسنة للمجتمع أن يَسلك في سبيل إيصالها ما يَحترم الضوابط الشرعية والأخلاقية، وبذلك يصل إلى مراده، بل ويثاب كذلك بإذن الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني