السؤال
ما فائدة المتشابهات في القرآن الكريم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الإجابة على السؤال ننبه السائل إلى أن عبارة (ما فائدة) الواردة في سؤاله عبارة غير لائقة، فينبغي للمسلم أن يعظم كتاب الله تعالى، ويتحدث عنه بألفاظ محترمة، ولعل السائل يقصد: ما الحكمة؟ أو ما أشبه ذلك.
والحكمة من المتشابه -كما ذكر أهل العلم- هي الامتحان والاختبار والابتلاء، فكما أن الله تعالى يمتحن بالخير والشر والسراء والضراء والأوامر والنواهي، يبتلي كذلك بالمحكم والمتشابه، ويوضح هذا المعنى قول الله تعالى: هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ... {آل عمران: 7}.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى عند تفسير هذه الآية: آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ. بينات واضحات الدلالة لا التباس فيها على أحد، ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم، فمن ردّ ما اشتبه عليه إلى الواضح منه وحكم محكمه على متشابهه عنده فقد اهتدى، ومن عكس انعكس.
ولهذا قال تعالى: هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ أي أصله الذي يرجع إليه عند الاشتباه، وأخر متشابهات تحتمل دلالتها موافقة المحكم، وقد تحتمل شيئاً آخر من حيث اللفظ والتركيب لا من حيث المراد، فالواجب على المسلم تجاه المتشابه الإيمان به ورده إلى المحكم.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني