السؤال
جزاكم الله كل خير على هذه الصفحة الخيرة راجيا لكم فيها الأجر والثواب، السؤال: أنا موظف حكومي أحمل شهادة البكالوريوس في الكمبيوتر ولدي خبرة في هذا المجال زادت عن 12سنة، هناك العديد من الجامعات الأجنبية التي تعطي شهادة الماجستير بناءا على الخبرة العملية في هذا المجال ولكنها غير معتمدة في بلدي لكي أصادق عليها من وزارة التعليم العالي ولأعمل بها بالتالي، قبل فترة أرشدني صديق لي إلى شخص يعطيني شهادة الماجستير في الكمبيوتر(بالتزوير) وتظهر وكأنها أصلية تماما ويمكن المصادقة عليها بالتالي من وزارة التعليم العالي في بلدي، سؤالي: إذا حصلت على فرصة عمل مغرية بأحد دول الخليج العربي من خلال هذه الشهادة، فهل الراتب الذي آخذه في هذه الحالة حلال أم حرام، راجيا أن تضعوا بالحسبان قبل الإجابة أن الراتب الذي أتقاضاه بهذه الحالة نتيجة جهدي وعرقي ونتيجة لعلمي وخبرتي ومعرفتي في هذا المجال، وكذلك ما هو الحل بالنسبة لي لأسد ديني الذي تراكم علي شهرا بعد شهر نتيجة راتبي الذي لا يكفي لسداد التزاماتي الشهرية وعندي ثلاث بنات وولدان وبصعوبة أقدر أكفيهم الطعام كل شهر، أرجو تقدير وضعي الذي دفعني لهذه الطريقة في تحسين وضعي، منتظرا إجابتكم؟ وجزاكم الله كل الخير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز الحصول على الشهادة بغير حق، لما في ذلك من الكذب والغش والتزوير والخداع، فقد قال الله تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {الحـج:30}، وفي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم عَدّ شهادة الزور وقول الزور من أكبر الكبائر، وفي صحيح ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار. وعلى هذا، فتزوير الشهادة لا يجوز.
وأما الراتب الذي يأخذه الشخص المزور على عمل، فإن كان العمل الذي يقوم به مباحاً من أصله ويقوم به على أكمل وجه، فإن ما يأخذه من الأجر على ذلك مقابل عمله مباح، وأما إن كان العمل حراماً كتصميم المواقع المحرمة أو المعينة على الحرام، أو كان لا يقوم بعمله على الوجه المطلوب فراتبه حرام، لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان والمكر والخداع...
ولهذا ننصح السائل الكريم في السعي للحصول على شهادة حقيقية أو البحث عن عمل لا يتطلب ما ليس عنده، وأن يتقي الله ويصبر حتى يجعل الله له مخرجاً، كما قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته. والحديث صححه الألباني، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين التاليتين: 25414، 34759، .
والله أعلم.