الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على الابن تسليم راتبه لأبيه

السؤال

تزوجت من فتاة باختياري وبرضى والدي (الوالدة متوفاة والأب أعاد الزواج) ذات خلق اسلامي. ولم يمض شهر واحد حتى استأذنت الواد بعمل زوجتي بعدما نجحت في مسابقة أجرتها قبل العرس بأيام، لكنه رفض رفضا مطلقا، رغم توسط بعض الأقارب حتى زوجته. وذلك بدعاوى مختلفة منها؛ أن زوجتي تبقى بالبيت (بيته حيث إنني لا أملك سكنا خاصا) وهوالذي يتكفل بمصاريفها، رغم أنني عامل وهو لا يعمل على الدوام. تريثت فترة حوالي عشرين يوما، ثم ذهبت إليه وزوجتي لمناقشته في الأمر، لكنه رفض دون نقاش، وفي حالة عملها لا يمكن لكم البقاء بالبيت مطلقا. قررنا الذهاب لأنه لا أمل لنا في تحسين ظروفنا المزرية سوى ذلك، مع عدم قطع الاتصال به.لكنه قاطعنا ومنع أخواتي الاتصال بي أو حتى قبول هديتي. وكلما مر الوقت إلا وازداد حنقا علينا، وزدات تبريراته لأفعاله اتجاهنا. ويحدث أصحابي بما خلاصته أنه تعب علي ولما اشتد ساعدي تركته يتخبط في مشاكله ولا أعينه ماديا. وأنا لا أملك بيتا ولا مالا ولا...سوى مواصلة دراستي والعمل لسد رمق ولداي وزوجتي، وإعانة أخواتي خفية ضد نوائب الدهر. وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير يوم زواج شقيقتي التي تليني مباشرة حيث عاثت زوجة أبي فسادا واختتمتها بالذهاب دون إتمام العرس إلى بيت أهلها، وكما ذهب جل من حضر قبل مغادرة أختي العروس إلى بيتها الجديد مما شكل لنا حرجا، لكن الله ألهمنا حسن التصرف.وقد اتخذ قرارات فورية بأن آخذ حاجياتي من بيته فيمهله ثلاثة أيام وإلا أحرقها. فأخذتها درءا لأي مشكل قد يحدث. وأعاد الكرة بأن منعني من حضور زفاف شقيقتي الثانية ، وتوعد إن حضرت أنا وزوجتي فسوف يفعل الأفاعيل، وفي النهاية يكون على حساب عرس أختي، فأحجمت عن الذهاب .حاولت مرارا وتكرارا إصلاح ما بيننا، كما تدخل جدي (أبوه المتوفى مؤخرا رحمه الله)، وبعض معارفنا الذين يكبرونه سنا، لكنه يرفض في كل مرة، وقد قلت له مرة تعالى نتحاور مع أنني أنا المخطئ لنصل إلى نتيجة وننهي الموضوع، لكنه رفض ويشيح بوجهه عني في كل مرة. فوالدي، سامحه الله يتهم زوجتي بتغييري، لكن أقولها شهادة لله، أنه رماها بكلام بذيء رغم ذلك دائما تقول لي تحمل أفعاله لأنه والدك وسيأتي اليوم الذي يتغير فيه. والأمر المحير أنني كنت أفضل أبنائه وأحسنهم ، وبشهادته رغم هذا الخصام أنني لم أتعبه في صغري أبدا. كما أنه يتحدث إلى الناس أنه إذا كان وحيدا تحدثه نفسه بمسامحتي وأنه ظلمني وزوجتي، لكنه إذا رآني رأى سوادا بيني وبينه. أجيبوني يرحمكم الله، فإن الأمر ملأ علي حياتي بالتفكير وضميري يؤنبني دائما للبحث عن الحل وتهتز روحي في حالة وفاة أحدنا مخاصما للآخر بغض النظر عن من الظالم والمظلوم. ملاحظة: المشكلة الأساسية في الموضوع والدي يود أن أعمل وأعطيه ماهية الشهر وهو يتصرف فيها كما يحلو له. مع العلم أن الفارق بينه وبين زوجته الثانية 20سنة ويبلغ هو من العمر 57 سنة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يوفقك للخير وأن يؤلف بينك وبين والدك. والذي ننصحك به أخي الكريم أن تواصل السعي لإصلاح ما بينك وبينه، ولا تيأس فيقودك اليأس إلى الإعراض عن أبيك فتهلك، وراجع الفتوى رقم: 7490. وأما طلبه أن تسلم له المال فليس ذلك واجبا عليك، ولكن إن فاض لك مال بعد الإنفاق على نفسك والنفقة الواجبة عليك لزوجتك وأولادك وكان هو محتاجا فيجب عليك أن تنفق عليه في هذه الحالة.

وليس من حق أبيك أن يمنع زوجتك من العمل لأنه لا ولاية له عليها والأمر في ذلك راجع إليك. وأما عمل المرأة فلا مانع منه شرعا إن انتفت المحاذير الشرعية كالفتنة والاختلاط المحرم وأذن به الزوج. ونرشدك أخي الكريم إلى أن تكثر لوالدك الدعاء بأن يوفقه الله للرضا عنك.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني