السؤال
السؤال: امرأة تصلي وبالقرب منها يأتي أبناؤها ويشربون الخمر والكحول والمسكرات في نفس الغرفة من البيت وهي لا تقول لهم بأن يصلوا أو أن لا يشربوا الخمر بالقرب منها فهل صلاة هذه المرأة مقبولة، وأين هي من الحديث النبوي الشريف كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فهل الله تعالى سوف يسألها عن هذا الإهمال في حق الرعية، علما بأن زوجها كان أيضاً يشرب الخمر والمسكرات، فهل هذا الزواج باطل إذا كانت المرأة تصلي وزوجها يشرب الخمور؟ يرجى الإجابة ولكم الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن شرب الخمر يعد من كبائر الذنوب والعياذ بالله، والواجب على من رأى من يشرب الخمر أن ينصحه ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر، ولا يجوز له السكوت لاسيما إذا كان مسؤولاً عنه كالأب والأم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها... متفق عليه.
كما لا يجوز له مجالسته حال شربه، بل ينهاه ثم يبتعد عنه خشية أن ينزل مقت الله على الجميع، وعليه فيجب على هذه المرأة أن تأمر زوجها وأولادها بالمعروف وتنهاهم عن المنكر حسب قدرتها لما رواه مسلم في صحيحه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.
وأما زواجها بهذا الشخص الشارب للخمر فصحيح ما لم يكن مستحلا شرب الخمر فالنكاح غير صحيح لأنه كافر، وأما صلاتها فهي صحيحة إذا كانت مستكملة الشروط والأركان، وأما قبولها فلا يعلمه إلا الله تعالى، وعلى كل حال فننصح هذه المرأة بالقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والله أعلم.