السؤال
تفاجأنا هذه الأيام بما أعلنته المملكة العربية السعودية من اعتبار أن يوم الاثنين هو الأول من شهر ذي القعدة، وهذا يعني أننا قد أفطرنا يوماً من رمضان بسبب خطأ الرؤية الذي قد حصل.
وعلى هذا، فهل نحن مطالبون بقضاء يوم بدلاً عن اليوم الذي قد أفطرناه من رمضان؟ وهل هناك من يعرف عن ذلك؟ وإذا كان الأمر كذلك، ألا يحسن بهيئة كبار العلماء -وفقهم الله- أن تنوه إلى ذلك؟ وفي الحقيقة لا أعرف إن كانت قد فعلت ذلك. وهل من أحد يعرف هل ينبغي علينا القضاء أم لا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن كان يرى أن رؤية الهلال في قطر من الأقطار يجب العمل بها في بقية الأقطار -وذلك قول لطائفة من أهل العلم- يجب عليه أن يقضي يوماً على حسب ما أعلنته المملكة السعودية؛ لأنه يقتضي أن بداية شوال كانت يوم السبت وليس يوم الجمعة.
ومن كان يرى أن لكل قطر رؤيتهم يجب عليهم العمل بها، وهم غير ملزمين برؤية القطر الآخر -وذلك قول لطائفة أخرى-؛ فعليه أن يعمل على حسب ما ثبت في القطر الذي هو فيه. ولعل الجهة المختصة في السعودية أعلنت ذلك ولم يبلغك ذلك.
هذا وقد وصلتنا بعد كتابة هذا الجواب ونشره إجابة لفضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين وإليك نصّها تكميلاً للفائدة.
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فقد سألني بعض الناس عن دخول شهر شوال عام 1420هـ حيث اختلفت الأمة الإسلامية فيه، فأجبت بأن هذا أمر لا غرابة فيه، فإن مطالع الهلال تختلف باختلاف الجهات، كما تختلف مطالع الشمس، وهذا ثابت باتفاق أهل المعرفة بهذه الأمور، فقد يرى الهلال في جهة من الجهات، ولا يرى في جهة أخرى، ويثبت دخول شهر رمضان بواحد من أمرين:
إما برؤية هلاله، وإما بإكمال شهر شعبان ثلاثين يوماً، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته. وفي حديث آخر: إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له، وفي رواية للبخاري: فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين، وفي حديث آخر: "فأكملوا عدة شعبان ثلاثين".
وفي هذا العام عام 1420هـ ثبت شرعاً في المملكة العربية السعودية دخول شهر شوال ليلة الجمعة الموافق 7 يناير عام 2000 ميلادية، فيوم الجمعة المذكور أول يوم من شوال ثبت ذلك بشهادة ثلاثة رجال في شمال المملكة، واثنين في وسط المملكة، ولا مناص عن العمل بمثل هذه الشهادة شرعاً، ولهذا كان عيد الفطر من رمضان هذا العام هو يوم الجمعة. نسأل الله تعالى القبول لجميع المسلمين. كتبه محمد الصالح العثيمين في 11/11/1420هـ.
والله أعلم.