الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كفارة العدول عن النذر المباح

السؤال

شخص نذر إن كتبت له عمرة فلن يأخذ معه أي شيء و لن يأتي من هناك بشيء من المتاع .. أي يجعلها عمرة خالصة محضة .. و قد كتب الله له اليوم هاته العمرة و لكن اجتمع عليه الأهل وكل يوصيه بأن يأتيه بشيء عند الرجوع .. فهل عليه أن يوفي بنذره و يعود كما ذهب أم أنه يمكنه أن يكفر بشيء ويجلب لهم بعض الهدايا .. جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن شراء الأشياء في الحج أو العمرة جائز للحاج أو المعتمر ولو كان للتجارة ولا يؤثر في عمله بدليل قوله تعالى وليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم { البقرة: } قال القرطبي: في هذه الآية دليل على جواز التجارة في الحج للحاج مع أداء العبادة، وأن القصد إلى ذلك لا يكون شركاً ولا يخرج به المكلف عن رسم الإخلاص، المفترض عليه، إلى أن يقول ما معناه إن الحج دون التجارة أفضل لعروه عن شوائب الدنيا وتعلق القلب بغيره، وإذا علمت أن شراء الأشياء في الحج والعمرة جائز ولو للتجارة فمن باب أولى الأشياء العادية مثل الهدايا أو نحوها، بل قد نص الفقهاء في باب الحج على استحباب استصحاب الهدايا لأجل إدخال السرور على الأقارب والجيران.

وحيث نذرت أن لا تاخذ معك أي شيء ولا تأتي بأي شيء فإن نذرك حينئذ يعتبر من نذر المباح فأنت مخير بين أن تفي بنذرك مع أنك كنت في غنى عن مثل هذا النذر، وبين أن تترك الوفاء به وتشتري الهدايا وتكفر كفارة يمين كما أوضحنا في الفتوى رقم 1125.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني