السؤال
قرأت فتواكم برقم 8890 ثم استفهم منكم هل وجود البنت مع الولد في هده الجامعات المختلطة حلال أصلا\" حتى ولو كانت تلبس النقاب ؟ حيث إن أغلب العلوم التي تدرس في هده الجامعات ليست واجبة ولا مستحبه للبنات ؟ ومن الواجب على الطالب أن ينكر عليهن وجودهن في هذا المكان حيث إن القاعدة الفقهية ما لا يتم ترك الحرام إلا به فهو واجب وفى وجود الطالبات مع الشباب محظورات عديدة أقلها أن تشغل عقول الرجال بالنساء تماما كما سأل الطالب فما هو الحكم أساسا في دخول البنات الجامعات ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعلوم التي تدرس في الجامعات إما أن تكون مما يحظر تعلمه كالفلسفات الملحدة وتراث الفلاسفة ونحو ذلك، وإما أن تكون واجبة كالعلوم الشرعية، وإما أن تكون مباحة كالعلوم الدنيوية. ولا فرق بين الذكر والأنثى في شأن الخطاب بهذه العلوم، إلا فيما تتميز به المرأة من خصائص بيولوجية وفيزيولوجية جعلت الشارع الحكيم يأمرها بزيادة من التستر والبعد عن إثارة الفتنة ونحو ذلك.
وعليه، فإنا لا نستطيع الحكم على المرأة بأن الدراسة في الجامعات المختلطة محرمة عليها في الأصل. وإنما نقول: إن الأصل في تعلم المرأة هو الإباحة، وكذا تواجدها مع الذكر في مكان واحد. ولكن الظروف التي تحيط بكل ذلك وما يمكن أن ينجر عن الاختلاط هو الذي يترتب عليه التحريم أو الحلية.
فإذا التزمت البنت والولد بالضوابط التي ذكرناها في الفتوى التي أشرت إلى رقمها فإن تواجدهما حينئذ في نفس الجامعات لا يعد حراما.
وأما إذا كانت هذه الضوابط لا يتصور تحصيلها في الجامعات وكان الاختلاط يؤدي حتما إلى حصول الفتنة والفساد فإن تواجد الجنسين في نفس المؤسسة يكون ممنوعا لذلك، لأن ما لا يتم ترك الحرام إلا بتركه فإن تركه واجب كما بينت أنت، لا لأنه محرم في الأصل.
والله أعلم.