السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 22 عاماً أمضيت كل حياتي في المعاصي والإسراف فيها ، حيث كنت أصلي بعض الأحيان وأحياناً كثيرة كنت أتركها بسبب الجنابة نتيجة لممارسة الاستمناء كما أني منذ أن بلغت لم أقم بصيام رمضان الكريم ، حيث إني قد أكمله أو لا أكمله في بعض الأحيان وعلي قضاء العديد من الشهور التي لم أصمها في الأعوام السابقة ، كما أني مدخن ، وشهوتي الجنسية عالية جداً ولا أتورع عن النظر في الأفلام أو الصور الإباحية ، كما أني منذ طفولتي أحب العمل بشقيه الشريف والممنوع وأحب الاستثمار وتنمية الأموال ، إضافة إلى أن حياتي في قرية وأحب الدواجن والأغنام ، وقد قمت بسرقة الكثير من أدوات البناء والأخشاب وغيره مما يقدر بآلاف الريالات .
والآن وأنا على أعتاب عام جديد حيث إني أرسل هذه الرسالة في يوم الأربعاء الذي يوافق آخر يوم في عام 1425هـ . أريد منكم النصح حول ما علي من التزامات وواجبات هل علي قضاؤها حيث إني كنت أواظب في الصيام وعمل الخير ثم أترك الصلاة وماذا بخصوص الأموال التي أخذتها بغير حقها حيث لا أعرف كم عددها وما قيمتها لأنها تراكمت على مدى سنين .
وأيضاً أريد منكم نصيحة خاصة بعد أن أعطيت نبذة عن نفسي ، كما أني بحمد الله أنهيت دراستي وسأحصل على الوظيفة خلال الأيام القادمة
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عليك أن تبدأ عامك الجديد بتوبة نصوح مع الندم على ما فات والعزم على عدم العودة إليه. فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا {التحريم: 8}. وقال: وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {الحجرات: 11}. وعليك بالبعد عن الإدمان في نظر الحرام ومقارفة الحرام، واستعن على ذلك بالزواج ومطالعة كتب الترغيب وصوم التطوع وملء الأوقات وشغل النفس بما ينفع، وصحبة أهل الخير والمواظبة على الصلاة في المسجد، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وإن الصوم يعين على التقوى، وإن مطالعة كتب الترغيب والترهيب واستشعار أهوال القيامة تقمع الشهوات، كما أن صحبة أهل الخير تساعد على الاستقامة، وأكثر من الحج والاعتمار والأعمال الصالحة. فقد قال الله تعالى: فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {المائدة: 39}. وعليك بقضاء ما فاتك من الصوم واحتط حتى تتأكد من براءة ذمتك، وتلزمك كذلك كفارة إطعام مسكين عن كل قضاء أخرته حتى جاء رمضان الموالي.
وأما الصلاة فقد اختلف في وجوب قضائها على من تركها تهاونا وتكاسلا، ويمكنك الاطلاع على كلام العلماء في ذلك عند البحث في موضوع وجوب الصلاة وحكم تاركها في فتاوى الشبكة.
ويلزمك كذلك أن ترد لأهل الأموال أموالهم وتطلب منهم المسامحة، وإذا كان في الأمر حرج عليك تخشى من الافتضاح فاحرص على تسليمها لهم تحت أي غطاء، فيمكن أن توهمهم أنها هدايا أو غير ذلك، وعليك أن تحتاط في الأموال حتى تتأكد من براءة ذمتك. وراجع للتفصيل في هذه الأمور الفتاوى التالية أرقامها: 52421، 512، 856، 30348، 43374، 54535، 6022، 19198، 51348، 54109، 26965.
والله أعلم.