السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم , أرغب في أن أطرح عليكم أمري لعلكم تكونوا لي ناصحين,, أنا طالب ثانوي ابن ال17 من العمر , أحببت فتاة , نعم إنني صغير في العمر وصغير على هذه الأمور , لكن حاولت أن أنسى هذا الحب فقد آمنت بأن ما كان مجرد شعور سيزول , وآمنت بأنني صغير وآمنت بأنني سأعصي الله إن قمت بـ\"مصاحبة\" تلك الفتاة كما يقولونها , لكن هذا لم يكن تفكيري ولم يخطر على بالي أبدا فعظمة الله ويوم الحساب كان يدور في دماغي دائما ,, فإليكم ما قمت به علكم تفيدون وتهدون , قمت بإخبارها بأنني أحبها وأقسمت بأنني سأفعل المستحيل لكي تكون من نصيبي على سنة الله ورسوله , لكنني لم أقم بشيء أكثر , مجرد أنني أخبرتها بذلك ولا أتكلم معها بتاتا إلا أحيانا في وقت الدرس والذي يكون بحضور ووجود بقية الطلاب ويسمعون ما نتحدث فهو يكون حول المادة المدروسة لا غير , وأحيانا أسألها عن حالها وذلك أيضا يكون أمام بعض الزملاء, الأمر لا يعلم به أحد سوانا ولا أتحدث معها عن حبنا بتاتا , مجرد أنني أسألها عن حالها أو أحاول إصلاحها إن أخطأت وذلك بشكل علني أمام الجميع! سؤالي لكم , هل ما أقوم به معصية لله؟ وماذا علي أن أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نذكرك بقول الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور: 33}.
فاحمل أخي نفسك على العفة واستعن بالصوم، وعليك أن تشغل نفسك فتملأ وقتك وطاقتك ببرامج دراسية أو رياضية مباحة نافعة وأكثر من النظر والمطالعة في كتب الترغيب والترهيب، واقرأ عن أهوال القيامة ونعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار. فإن الصوم ومطالعة الترغيب والترهيب واستشعار وتذكر أحوال القيامة من أعظم ما يقمع شهوات الإنسان. ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
وفي الحديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
واعلم أن كلام الرجل مع المرأة في غير خلوة ولا خضوع بالقول مباح في الأصل إذا دعت إليه حاجة، ويدخل في ذلك إخباره إياها بنية زواجها.
إلا أن عليك أن تتذكر دائما أن الشيطان يتخذ النساء حبائل لاصطياد الشبان، فلا تدعونك ثقتك بنفسك للاسترسال في الاتصال بهذه الفتاة ومكالمتها ولو بنصحها، فإن الشيطان يجر الناس للشر خطوة خطوة، وقد يوهمهم أن ما يفعلونه خير وهو في الواقع طريق للوقوع في الشر.
فعليك بالبعد عن الاسترسال في الاتصال بهذه الفتاة، وسل نفسك عنها بالاشتغال بما يفيد وابتعد عن التفكير حتى تتمكن من زواجها، والأحسن أن تستعين بأهلك في التبكير بزواجها، فإن من أهم أنواع الاستثمار استثمار الأهل أموالهم في ترويج أبنائهم وتحصينهم من الوقوع في المعاصي.
فحاول أن تستعين بأهلك لخطبتها والزواج بها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
وراجع في خطورة الاختلاط وفي بعض وسائل العفة ودواء العشق الفتاوى التالية أرقامها: 5310، 15196، 31768، 41016، 9360، 10522.
والله أعلم.