السؤال
بعد بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أنا شاب مسلم متزوج مند أكثر من سنة ونصف مع العلم أنني لا أعمل إنما أكمل فترة تكوينية في الإعلام الآلي للتسيير وقد أشرفت على النهاية بإذن الله حيت سوف أباشر البحث عن عمل بإذن الله لكن مشكلتي تتمثل في أنني كلما دعوت زوجتي إلى الفراش لا تستجيب وإن استجابت تستجيب وهي مكرهة حيت لا أجد المتعة في ذلك وذلك بدعوى أنها تشعر بالألم ولا تجد شهوة في ذلك نصحتها بالذهاب عند طبيبة مختصة في أمراض النساء إلا أنها أبت أرشدوني إلى الحل وفقكم الله فإنني أمر بفترات صعبة وأخاف أن أحيد عن طريق العفة إلى مراذل الفاحشة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن امتناع المرأة عن طاعة زوجها في الفراش من غير عذر كالمرض أو نحوه يعد معصية تأثم الزوجة به، وذلك لتفريطها في حق من أعظم حقوق الزوج عليها، ولهذا استحقت فاعلته لعنة الملائكة، ففي الصحيحين واللفظ للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح.
وعلى هذا، فالواجب على زوجتك أن تتقي الله تعالى وتنتهي عن هذه المعصية، ويحسن بك مداومة نصحها وتذكيرها بحقوقك في هذا الأمر، ثم إنه ينبغي النظر في سبب كراهة هذه المرأة للفراش هل ذلك عائد على عدم اهتمامك بنفسك ومظهرك أو إهمالك لآداب الجماع المبينة في الفتوى رقم: 3768 والتي من جملتها مداعبته المرأة قبل الوطء حتى تثير شهوتها وتستعد للجماع برغبة، فإن كانت الأسباب من هذا النوع فحلها سهل ميسور.
وأما إن كانت بسبب خلقي في المرأة وأمكن علاجها فلا حرج في السعي في ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وإن لم يمكن علاجه ولم تستطع الصبر عليها فلك أن تطلقها وتتزوج بزوجة أخرى، أو تضم إليها زوجة أخرى وتبقيها في عصمتك، ولا ريب أن هذا الأمر أولى.
هذا، وننبه إلى أن الزوج إذا عجز عن الإنفاق على زوجته خيرت بين البقاء معه على تلك الحال وبين فراقه.
قال ابن قدامة في المغني: الرجل إذا منع امرأته النفقة لعسرته وعدم ما ينفقه فالمرأة مخيرة بين الصبر عليه وبين فراقه.
والله أعلم.