السؤال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحده وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله.
السؤال الأول) هل هذه المعركة التي في المستقبل بين معسكر الغربي بقيادة أمريكا ( الروم ) وبين معسكر الشرقي بقيادة روسيا
السؤال الثاني) هل في هذه المعركة سوف تنتهي جميع أنواع الأسلحة الغير تقليدية والأسلحة التقليدية الموجودة الآن في معسكرات العالم .
السؤال الثالث: وهل نتيجة استخدام تلك الأسلحة سوف ينتهي أكثر سكان الأرض وخاصة على الأقل في المنطقة العربية
وذلك بناء على ما تدل عليه بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تخبر بأن نوعية الأسلحة التي سوف تستخدم في الحروب أو الحرب التي يقودها المهدي المنتظر هي أسلحة بالسيف والخيل الرمح وأيضا دليل آخر هو قتل عيسى عليه السلام للدجال يكون بواسطة حربة ، ويكون الناس أيضا في ذلك الزمان قله وخاصة على الأقل في المنطقة العربية أي المسلمين ويدل على ذلك قلة أنصار المهدي المنتظر في ذلك الزمان.
وجزاكم الله كل الخير ودمتم أهلا وعونا للإسلام
وأطال الله بعمركم لخدمة الدين الإسلامي العظيم
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم ولفظه في البخاري : لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة، وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج وهو القتل، وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه لا أرب لي به، وحتى يتطاول الناس في البنيان، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه، وحتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس يعني آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها.
والمراد بالطائفتين ما حصل في عهد الصحابة بين علي رضي الله وبين مخالفيه كما قال ابن حجر والعيني
قال العيني في شرح البخاري:
قوله: فئتان أي جماعتان هما فئة علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وفئة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه. قوله: دعوتهما- ويروى- دعواهما والمراد بالدعوى: الإسلام على القول الراجح، وقيل: المراد اعتقاد كل منهما أنه على الحق وصاحبه على الباطل بحسب اجتهادهما. وفيه معجزة للنبي. وقال الداودي هاتان الفئتان هما إن شاء الله أصحاب الجمل زعم علي بن أبي طالب أن طلحة والزبير بايعاه فتعلق بذلك ، وزعم طلحة والزبير أن الأشتر النخعي أكرههما على المشي إلى علي رضي الله تعالى عنه اهـ
وبناء عليه فإن الحديث لا يدل على معارك معاصرة.
وبهذا يعلم أنه لا أثر لهذه الفتنة المذكورة على الأسلحة ولا على هلاك أكثر سكان الأرض، وقد ثبتت أحاديث في وقوع الحروب وكثرة القتل آخر الزمان روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج. قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل.
وقد ذكر بعض العلماء أن الحروب آخر الزمان تكون بالسيوف ومن حججهم في ذلك حديث مسلم : لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا، فيفتتحون القسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لا نذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته.
فقد نص في هذا الحديث أنهم علقوا سيوفهم بالزيتون فيفهم منه أن لديهم سيوفا، وأنهم قاتلوا بالسلاح القديم ولكنه ليس فيه نفي لغيرها. والمسألة محل خلاف بين المعاصرين ويصعب القطع فيها إلا بنص صريح لكونها من الغيب الذي لا يجزم بشيء فيه إلا عن طريق الوحي
وراجع الفتاوى التالية أرقامها : 11387، 16494، 30704، 31021.
والله أعلم.