السؤال
زوجتي تقول لي في بعض الأحيان (افعل كذا وكذا فإذا لم أفعله تقول لي أن لا تعمل لي اعتبار) مع العلم بأن هذه الأمور التي تأمرني بها تتعلق بي شخصيا، فهل يحل لها أن تغضب ولا تكلمني بالساعات لأنني لا أفعل ذلك، وأيضا في بعض الأحيان نتشاجر فأقول لها حديثا يؤيد موقفي فقالت لي (لا أريد أن أسمع أحاديث لأنك لا تعمل بها، ولأنك تعرف كيف توظف الشرع لصالحك)، فما هو الحل، أرجو توجيه نصيحة لها؟ وجزاكم الله تعالى خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ندري ماذا تطلب منك زوجتك ولم تفعله، لكن على العموم عليك أن تعلم أن الحياة الزوجية لا تدوم ولا تظلها السعادة إلا إذا قام كل من الزوجين بحق الآخر عليه أحسن قيام، ومن ذلك سعي كل منهما لإسعاد الآخر عند التعامل فيختار الألفاظ والأفعال التي تحبب الآخر فيه، ومن تلك الأعمال الحسنة التجمل والمحافظة على المظهر فإن طبيعة البشر مجبولة على حب ذلك والاستئناس به ، فإن كان ما تطلبه منك هذه المرأة من هذا القبيل أو نحوه من الأعمال المباحة فالأولى بك الاستجابة إلى طلبها طلباً لرضاها وكسباً لودها وإخلاصها، لأن ذلك يدخل في تمام العشرة المحمودة التي أمر الله تعالى بها، في قوله: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، وفي الحديث: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي.
فكما أنك تحب أن تعاملك بمثل ذلك فعليك أن تعاملها بمثل ما تحب، ونذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. رواه البخاري.
ولا ريب أنه ليس من الحكمة أن تطلب من الناس أن يأتوك الذي تحب ولا تعاملهم بذلك، هذا من حيث العموم، أما بخصوص ما صدر من زوجتك من هجر وغضب في تعاملها معك فهذا أمر لا يشرع لها لأن ذلك إذا كان منهياً عنه في عامة الناس فهو في حق الزوج أشد حرمة لما له من عظيم الحق على زوجته، وعليه فالواجب عليها التوبة والاستغفار من هذا الفعل، وعليك أنت أن تساعدها على التوبة بالصفح والنصح وتجنب ما يؤدي إلى أن تعاملك بهذا الأسلوب.
والله أعلم.