السؤال
هناك حديث لرسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وهو : عن زيد بن خالد الجهنيّ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا الديك، فإنه يوقظ للصلاة رواه أبو داود بإسناد صحيح. ولهذا يكره سب الديك للسبب الذي أعطاه رسول الله عليه الصلاة والسلام ، أي لأن الديك يوقظ إلى الصلاة . الآن أريد أن أعرف هل سب المنبه الذي يوقظ للصلاة أيضا مكروه وسب كل ما يوقظ للصلاة ؟ أنا لا أسب شيئا أبدا لكن زملائي يفعلون وأريد أن أنهاهم بحديث لرسول الله أو فتوى منقولة عن سماحتكم
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حديث زيد بن خالد رضي الله عنه رواه أحمد وأبو داود وهو حديث صحيح ، صححه جمع من العلماء، منهم ابن أبي حاتم في العلل، والنووي في الأذكار، وفي رياض الصالحين، وابن مفلح في الآداب الشرعية وابن القيم في زاد المعاد، والعجلوني في كشف الخفاء، والالباني في صحيح الجامع وغيرهم. وورد في مسند البزار بسند لا بأس به، كما قال الهيتمي في الزواجر. بيان سبب قول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وهو أن ديكا صرخ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبه رجل فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الديك، وفي رواية للطبراني: لا تلعنه ولا تسبه، فإنه يدعو للصلاة.
وفي فيض القدير: قال الحليمي: فيه دليل على أن كل من استفيد منه خير لا ينبغي أن يسب ولا يستهان به بل حقه الإكرام والشكر ويتلقى بالإحسان.
وقال العظيم آبادي في عون المعبود: من أعان على طاعة يستحق المدح لا الذم.
فكلام العلماء هذا وإن كان يقصد به الإنسان والحيوان إلا أن سب المنبه قد ينهى عنه حين يعين على طاعة الله، لأن سبه حينئذ يكون مشتملا على التسخط من القيام لطاعة الله كأداء الصلاة في وقتها.
إلا أن سب المنبه لا يقاس على سب الديك، فسب الديك منهي عنه في كل حال، أما سب المنبه فإنه يقيد بما ذكرناه، لأن المنبه يوقظ للصلاة ولغيرها، بخلاف الديك، بل قد ورد في السنة النبوية ما يدل على أن صياحه إنما يكون عند رؤيته للملائكة، فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا.
والله أعلم.