الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغضب واللعنة المذكوران في سورة النور

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم أرجو توضيح الفرق بين لعنة الله وغضب الله الذي ورد في سورة النور آية 7 و 9 ، هل غضب الله أعظم من اللعنة أم اللعنة أعظم من الغضب؟ ولماذا كانت اللعنة للرجال والغضب للنساء فهل في ذلك حكمة معينة؟. و جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ورد الفرق بين اللعنة والغضب في كتب اللغة، ففي مختار الصحاح: اللعن: الطرد والإبعاد من الخير، وبابه قطع، واللعنة الاسم، والجمع لعان ولعنات، والرجل لعين وملعون، والمرأة لعين أيضاً، والملاعنة واللعان: المباهلة.

والغضب: نقيض الرضا، كما في لسان العرب وغيره من المعاجم.

وغضب الله أعظم من لعنته، كما قال أهل التفسير، ففي روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للألوسي: اللعن الطرد عن الرحمة، والغضب أعظم منه... إلى أن قال: لا يسلم اختصاص الغضب بالكافر وإن كان أشد من اللعن.

وأما عن سبب كون اللعنة للرجال والغضب للنساء، فإن لأهل العلم في ذلك تعليلات.

قال الدسوقي: إنما تعين اللعن في خامسة الرجل، والغضب في خامسة المرأة، لأن الرجل مبعد لأهله، وهي الزوجة ولولده الذي نفاه باللعان فناسب ذلك، لأن اللعن معناه البعد، والمرأة مغضبة لزوجها، ولأهلها ولربها فناسبها ذلك التعبير بالغضب.

وذكر بعض أهل العلم له توجيهين غير ما ذكر:

الأول: أن المرأة لما كانت معتادة على ذكر اللعن على لسانها، جعل في حقها أمراً آخر هو الغضب.

والثاني: ما ذكره ابن كثير رحمه الله إذا قال بعد ذكر الآية: فخصها بالغضب، كما أن الغالب أن الرجل لا يتجشم فضيحة أهله ورميها بالزنا إلا وهو صادق معذور، وهي تعلم صدقه فيما رماها به، ولهذا كانت الخامسة في حقها أن غضب الله عليها، والمغضوب عليه هو الذي يعلم الحق ثم يحيد عنه. انتهى

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني