السؤال
- أنا شاب مسلم من الجزائر، آخذ بالأسباب في كل أموري مع الاتكال على الله طبعا وهذا منطلق العقيدة الإسلامية لكني أحس بأن الفشل يلاحقني فقد بلغت سن 31 سنة ولم أتزوج ولا أملك بيتا، وكلما قمت بعمل ينتابني شعور بالإحباط وأن الله ليس براض عني، ماذا أفعل حتى أفلح ويرضى الله عني، هل هناك من خلل أم ماذا؟ هل هذا ابتلاء أم عذاب في الدنيا والعياذ بالله؟ أود إجابة شافية أعانكم الله على كل خير
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التوكل على الله تعالى وبذل الأسباب المشروعة في قضاء الحاجة أمر مشروع ومحمود، فقد قال الله تعالى: فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ {النمل: 79} وقال: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 3} وعليك أن تحسن الظن بالله تعالى وتوقن بأنه أرحم بك من نفسك وأمك، وأعلم بما يصلح لك، فارض بما قضاه الله وقدره لك، واصبر فإن الله تعالى مع الصابرين، فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني. رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية أخرى صحيحة لأحمد: أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظن بي خيرا فله، وإن ظن بي شرا فله. وعليك بتذكر نعم الله عليك والنظر في حال من هو دونك، ولا تنس أنه قد يكون عندك من نعمة العافية وسلامة وقوة البدن والاستطاعة لأكل كثير من نوعيات المأكولات ما ليس عند كثير من الأغنياء والوجهاء، فمنهم المصاب بالسكر، والمصاب بالضغط، ومنهم من لا يستطيع أكل اللحم ولا شرب اللبن، ولعل من أظهر الشواهد على عدم سعادة من ملكوا المال الوفير ما يحصل في الدول الغربية من كثرة الانتحار بسبب القلق النفسي وحياة الضنك التي يعيشونها مع توفر وسائل الراحة عندهم.
وعليك بالإكثار من التقرب لله بالأعمال الصالحة وصدق التوبة ، والتخلق بالصفات التي ترضي الله وتحبب إليه عباده، والبعد عن المحرمات ومواصلة سؤال الله قضاء حاجتك.
ففي صحيح مسلم: يستجاب لأحدكم ما لم يستعجل، قالوا: وما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 41347، 44542، 47005، 48446.
والله أعلم.