الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قد توجد أمور تحمل الأبوين على رفض الخاطب

السؤال

أنا فتاة في 25 من عمري ومن عائلة ميسورة والحمد لله . بدأت مشكلتي منــــذ 7 سنوات عندما تعرفت بشاب من خلال عمله بأحد المحال التجارية التي يملكها أبي بالمشاركة مع ابنة عم هذا الشاب وهذا الشاب يكبرني ب 6سنوات و متخرج من كلية عملية بالأزهر أي أنه على خلق ودين والحمدلله وقد بدأت هذه المشكلة عندما فاتحت ابنة عم هذا الشاب( التي هي شريكة أبي في هذا المشروع التجاري) أمي في أن هذا الشاب يريد التقدم بخطبتي وقد فوجئت أنا وهو بالرفض وبموقف أهلي منه بعد أن كانوا يعاملونه معاملة جيدة وكانوا يثقون به ثقه عمياء بدليل أنهم كانوا يتركوني أحدثه في وجودهم بل وكانوا يتركونه يصطحبني لمنزلنا عندما أتأخر بالخارج في المحل التجاري ثم فوجئت بأبي يفتعل المشاكل مع هذا الشاب وابنة عمه إلى أن وصل الأمر إلى أن أبي قد قام برفع قضيه ضد شريكته لتدخلها بهذا الموضوع وقد استمرت هذه القضايا بضع سنين وقررنا الانتظار لفترة ثم مفاتحتهم بالموضوع مرة أخرى فقد كان سني حينئذ 19 عاما وقلت ربما يعتبرونني صغيرة وبعد مرور بضع سنين قرر هو مفاتحتهم بالأمر ثانية عل وعسى و جاء وتقدم ثانية وطلب منه والده الذهاب وحده لأنه لا يستطيع وضع يده في يد أبي مع كل المشاكل والقضايا التي بينه وبين ابنة أخيه وطلب منه أبوه أن يطلب من أبي أن ينهي هذه القضايا حتى تكون علاقة النسب علاقه بيضاء ونظيفة ولا يتخللها تعكير وجاء هو وحده إلى منزلنا وقد قوبل بالجفاء قليلا ولكن تظاهر أبي وأمي بالموافقه لإصراري عليه ولكن عندما علم أبي بما قاله أبوه ثار وبشدة واتهمهم بأنهم لا يريدوني وأن أهله يرفضوني ويرفضون وجودي معهم وعلى الرغم من أن أباه قد تحدث إلى أبي تليفونيا وقال له أنه يشرفه انضمامي لعائلته ولكن أبي وأمي قاموا بسبه ومعايرته بمستواه المادي لأن مستواه المادي منخفض ولم يكتف أبي بهذا وإنما ذهب إليهم بالمنزل وقام بمعايرتهم وسبهم بداخل منزلهم وهددهم إن لم يبتعد ابنهم عني فإنه سوف يلقي به في السجن هو و أخواته وزوج أخته وأضرار أخواته البنات هذا بالنسبة لعائلته أما بالنسبة لي فقد عاملني أبى و أمي بمنتهى الإهانه وأساءوا لي بشدة ونعتوني بصفات وألفاظ فظيعة وبإيقاظي في الليل وسبي ومعاملتي معاملة سيئة للغاية ومنعي من الخروج ومع تدخل أحد أصدقاء أبي وجارنا وقد قام هذا الجار بتربيتي، وذكر لوالدي بأن والد الشاب قد تراجع عن رأيه وأنه على استعداد أن يحضر ويلبي كل طلبات أبى فقد غضب أبى منه وأمي من زوجته وقالوا إنهم يساعدوني في تفكيري و منعوني من الذهاب إليهم هم الأخرون . وللأسف الآن لم أعد أطيق العودة للمنزل و لا أطيق معاملتهم سامحني الله ولكن هذا بغير إرادة مني حتى أنهم لم يعاملوني جيدا إلا عندما تقدم أحدهم بطلب يدي وقد وافقت لشدة يأسي إلا أن الموضوع قد انتهى لظروف الشاب . مع العلم أنه عندما تقدم هذا العريس فإنني وهو قد أصابنا انهيار لأني وبعد 7 سنوات لا أتخيل الحياة بدونه وفي نفس الوقت لا أريد معصية الله بمعرفتي له بعد زواجي من شخص آخر لا أريده ولا أريد إغضاب أهلي وقد سمعت من صديقة لي تتعامل مع موقعكم الكريم عن مدى جدية هذا الموقع أرجو المساعده و الرد و عدم تجاهل رسالتي هذه.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن طاعة الوالدين من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وذلك أن الله سبحانه قد أوصى بهما وجعل حقهما بعد حقه سبحانه قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {الإسراء: 23}. والآيات والأحاديث في بيان ذلك كثيرة معلومة. فمن أراد الله به خيرا وفقه لطاعة والديه وبرهما، ومن أراد به غير ذلك صرفه عن طاعتهم، وأبدله بالبر والإحسان بهما عقوقا وعصيانا، نعوذ بالله من الخذلان، فالأخت الفاضلة يجب عليها أن تعلم ما لأبويها من حق، وأن تسعى في كسب رضاهما عنها، وتصبر على الجفاء والمعاملة السيئة منهما، وتحتسب الأجر على ذلك عند الله عز وجل. وعليها عدم عصيان أبويها في موضوع الزواج، وربما لا فائدة من قولنا حاولي إقناعهما بهذا الشاب، لأنه يبدو من خلال السؤال أن لا أمل في إقناعهما بعد كل هذه الفترة وأنهما مصممان على الرفض، والذي يظهر لنا أن لدى الأبوين سببا أو أسبابا تحملهما على الرفض وتمنعهما من الموافقة، فالمعروف والعادة أن الابوين لا يقفان موقفا كهذا ولهذه المدة الطويلة ضد رغبة أحد ابنائهم إلا ولديهم أسباب ومبررات لهذا الموقف، لا سيما أن هذا الموقف من الأبوين كليهما، فنقول للأخت الفاضلة: عليك بطاعة والديك في أمر الزواج وغيره، فطاعتهم مقدمة على الزواج بشخص معين، وإنما لا تجب طاعتهم في حالة منع البنت من الزواج مطلقا، ورفضهم لكل من يتقدم، لذا نوصي أختنا بطاعة الله سبحانه أولا وطاعة والديها، وبالتوبة إلى الله عز وجل من عصيانها والديها في الفترة السابقة، ومن تهاونها وتساهلها في علاقتها بالشاب المذكور حتى نشأت بينهما تلك العلاقة، وقد يكون للأبوين نصيب من هذا التساهل والتقصير. ونوصيها كذلك بمحاولة نسيان هذا الشاب وقطع العلاقة معه كليا، والرضا بما قضى الله وقدر فإن الإنسان لا يعلم أين الخير، فينبغي الالتجاء إلى الله تعالى وسؤاله أن يقدر لك الخير حيث كان فربما كان الخير لك في صرف هذا الشاب عنك وزواجك بغيره، ولا إثم عليها إذا تزوجت من رجل آخر وبقي شيء من ذكرى ذلك الشاب في مخيلتها، فقد عفي عن هذه الأمة عما حدثت به نفسها، وبهذا يطمئن قلبها إن شاء الله بطاعة ربها وطاعة والديها، وسيعوضها الله عز وجل خيرا مما أخذ منها، نسأله سبحانه ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني