الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كفر من يقول بجواز الزنا لمن ينويان الزواج

السؤال

لقد راسلتكم خلال الأشهر الماضية ورقم الفتوى 61490 فالحمد لله لقد من الله علي بالهداية وبدأت في تنفيذ كل ما نصحتموني به, ولا أخفي عليكم أني أحسست بحلاوة القرب من الله عز وجل وأحس بسكينة واطمئنان . لكن مازلت تحت ضغط التهديد من ذلك الرجل الذي كانت لي علاقة معه , ولأنه جاهل تماما بأمور الدين ولأنه منذ عشر سنوات و هو يعيش في أوروبا فانغمس كليا في المجتمع الأروبي ، حيث بات يحلل كل ما يوافق هواه ويعتقد في ذلك أشد الاعتقاد فيجزم بجواز العلاقة غير الشرعية بالرجل و المرأة ما داما الاثنان ينويان الزواج من بعد .
و يعتقد بأن يساعد والداه وعائلته ورضاهما يكفي، والله لا يؤاخذه على المعاصي الأخرى .
لقد صرح لي إن بقيت مصرة على موقفي فإنه سوف يقتلني لا محالة, ومشكلتي أنني لا أقدر على إبلاغ الشرطة لأنه مازالت لدي مشاكل في أوراق الإقامة ,
ماذا أفعل هل أدافع عن نفسي أو أتركه يفعل ما يشاء ولا أصغي له مهما كان مع العلم أنني اعمل بمتجر لبيع الثياب ورب العمل يرفض منحي الإجازة وأنا لا يمكنني ترك العمل لأنه علي التزامات يجب أن أدفع ثمنها, أسرعوا بإجابتي جزاكم الله خيرا وإن مت قبل أن أتوصل بإجابتكم فادعوا الله أن يغفر لي واعلموا أني لن أتنازل عن موقفي حتى لو كلفني ذلك حياتي ولن أرضى عاصيا عبدا لا يملك ضرا ولا نفعا بسخط الله علي ,وان كتب علي أن يقتلني فالأفضل أن أموت والله راض عني , وأرجو منكم أن تساعدوني بالاتصال به والمحاولة معه لكي يتركني وشأني من فضلكم إنها مسألة حياة أو موت

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك في حرمة الزنا مطلقا، وهذا من المعلوم من الدين بالضرورة، حتى لو كان الزانيان ينويان الزواج بعد ذلك، لعموم النهي الوارد في قوله تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا {الإسراء: 32} وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1602، 26511، 16688، 9731.

ومن يقول بجواز الزنا لمن ينويان الزواج فهو كافر كفرا أكبر مخرجا من الملة لرده حكم الله تعالى، هذا.. وإن الله خلقنا لعبادته وأمرنا بالاستقامة على دينه، وبامتثال شرعه، وتوعد من لم يمتثل بالعذاب الأليم يوم القيامة، وإن بر الإنسان بوالديه لا يغني بحال عن أداء الواجبات والانتهاء عن المحرمات، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم. رواه البخاري ومسلم، وليعلم أن كل عبد سيوقف بين يدي الرحمن جل وتعالى وسيسأله عن ذنبه ويقرره به، فمن أيقن بذلك فليعد للسؤال جوابا، قال تعالى: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ {الصافات: 24} وقال: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ {الحجر: 92-93}

ولقد بينا لك في فتوى سابقة أن من يهددك بالقتل إن لم تفعلي الفاحشة أجبن وأعجز من أن ينفذ ما يهددك به، وأخبرناك بالتدابير التي إن اتبعتها اتقيت شره، ومن ذلك أن تغيري أرقام هواتفك وأن لا تلتقي بمن يلتقي به فيفقد السبيل إليك، وحاولي كذلك أن تغيري كل عملك بمجرد انتهائك من التزامك لصاحبه.

واعلمي أنه إن أنفذ وعيده وقتلك فإن ذلك أشرف لك من أن تسلمي له عرضك طواعية.

هذا، وننصحك بالهجرة من ديار الكفار والسكنى في ديار المسلمين، فإن إقامة المسلم في بلاد الكفار حرام على من لا يستطيع أن يظهر دينه ويقيم شعائره ويتعرض للموبقات ولكبائر الذنوب، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 37470، 10043، 2007.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني