الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المال المكتسب من الحرام سبيله الصدقة ووجوه الخير

السؤال

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع الرائع وجعله الله في ميزان حسناتكم.عندنا في البيت ساع.. و له أخ يعمل مداحا.. أي يقومون بعمل أناشيد مدح باستخدام آلات موسيقية.. وهذا المداح يعطي الساعي مالا لابنه.. فهل له أن يقبله، أم لا، أم أنه يأخذه فيتصدق به؟ جزاكم الله خيراً كثيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نفهم على وجه التحديد ما تقصد بقولك (ساعي) وعلى كل حال فالإنشاد المقترن بالموسيقى حرام، وكذلك المال المكتسب منه، كما هو موضح في الفتوى رقم: 5555.

وقد ينضم إلى حرمة ذلك العمل وجود بعض الشركيات أو البدع في قصائد المديح، كما هو مبين في الفتوى رقم: 25738.

وعليه.. فإذا كان هذا الرجل الذي يعمل في المديح ليس له مصدر دخل آخر غير الإنشاد المذكور، فلا يجوز لأخيه أن يقبل ما يعطيه له أو لولده، إلا على وجه التصدق به وصرفه في مصالح المسلمين، مع إعلامه بذلك لئلا يكون في الأخذ منه إقرار له على عمله المحرم.

أما إذا كان له دخل آخر من الحلال فيستحب لأخيه أن لا يقبل، فإن كان ما يعطيه له من عين المال الحرام فيحرم، وراجع للتفصيل الفتوى رقم: 27498.

ومحل عدم جواز قبول أخيه هذا المال هو ما لم يكن فقيراً، وإلا جاز له قبوله حيث إن من مصارف المال الحرام أن يصرف للفقراء والمساكين، وعلى هذا الأخ -على كل حال- أن يبين لأخيه حرمة عمله وأن عليه أن يتوب إلى الله، فقد روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني